استمر على التوالي قصف السعودية لمواقع الحوثيين أمس، لليوم الثالث على التوالي، في وقت شدّدت فيه السلطات اليمنية على أنّ الرياض التزمت عدم دخول الأراضي اليمنية، على عكس ما يؤكده الحوثيونأكدت السعودية، أمس، أنها شنت غارات جوية «لإسكات مصادر النار» التي أطلقها متمردون حوثيون تسللوا إلى المملكة وقتلوا حارس حدود سعودياً.
وقالت الحكومة السعودية، في بيان، إنها اتخذت سلسلة من الإجراءات للتصدي لهؤلاء المتسللين، بينها «تنفيذ ضربات جوية مركزة على وجود المتسللين في جبل دخان والأهداف الأخرى ضمن نطاق العمليات داخل الأراضي السعودية». وأضافت أن السلطات السعودية «أسكتت مصادر إطلاق النار من المتسللين... وأحكمت السيطرة على مواقع أخرى حاول المتسللون التمركز فيها».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس»عن مصدر سعودي مسؤول قوله إن «دخول هؤلاء المسلحين إلى الأراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود وقتل وجرح عدد منهم، ووجودهم على أرض سعودية، كل ذلك انتهاك سيادي يعطي للمملكة كامل الحق في اتخاذ كل الإجراءات لإنهاء هذا الوجود غير المشروع». وأضاف أن «العمليات ستستمر إلى حين اكتمال تطهير كل المواقع داخل الأراضي السعودية من أي عنصر معاد، مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلاً».
وقال المسؤول إن الرياض ستتخذ تدابير، لم يحددها، «لمنع أي توغل للمتمردين اليمنيين في المستقبل»، مضيفاً أنه نُشرت وحدات من القوات المسلحة السعودية لدعم حرس الحدود.
وفي السياق، أكد مصدر عسكري يمني، اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن القوات السعودية تابعت أمس قصف مواقع الحوثيين في صعدة، فيما اتهم المتمردون الحوثيون السعودية بمهاجمة قرى داخل اليمن. وقال المتمردون، في بيان: «يقصف الطيران السعودي حالياً مديرية الملاحيط والقرى الحدودية اليمنية».
وفي غضون ذلك، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إنها تبحث ما إذا كانت الهجمات الجوية السعودية على متمردين في شمال اليمن قد أثرت على ما يتراوح بين نحو 3500 و4500 نازح تجمعوا بالقرب من الحدود. وقالت المتحدثة باسم مكتب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إليزابيث بيرس، إن ما يقدر بنحو 150 ألف نازح تجمعوا في أربع محافظات، هي: صعدة وحجة والجوف وعمران. وأضافت أن الوضع في صعدة والمحافظات القريبة لا يزال «متوتراً وغير مستقر».
بدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة ملحّة للعقاقير الطبية والأدوية والحصول على مياه شرب نظيفة في مخيم المندبة، الذي يؤوي ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف نازح. وقال مكتب منسق الشؤون الإنسانية إن ما بين 140 و210 أشخاص جدد يصلون يومياً.
إلى ذلك، لمّحت اللجنة الأمنية العليا، التي يرأسها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بأنها قد تحلّ أحزاب المعارضة المنضوية تحت ما يعرف بـ«اللقاء المشترك» بعدما اتهمتها بالوقوف مع المتمردين الحوثيين في شمال اليمن ودعاة الانفصال «الحراك الجنوبي» في جنوب البلاد.
وهددت اللجنة، في بيان رسمي أمس، بحلّ الأحزاب وإلغاء التعددية والديموقراطية، ووجهت اتهامات مباشرة وغير مسبوقة إلى أحزاب «اللقاء المشترك بالتورط والضلوع على نحو علني ومكشوف في تأييد المتمرديـن الحوثيين ودعمهم في صعدة، والعناصر الانفصالية في المحافظات الجنوبية».
وتضمن البيان تهديدات باللجوء إلى القوات المسلحة، تحت عنوان «أن مؤسسة القوات المسلحة والأمن ستتصدى بحزم وقوة لأي محاولة تستهدف المساس بأمن الوطن واستقراره ووحدته».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)