strong>الزهّار يشدّد على تنظيف منظّمة التحرير من «مجموعة الخونة والتجّار والجواسيس»الأزمة الداخلية الفلسطينية في طريقها إلى تصعيد محوري، مع احتمال انتقال الاحتراب الداخلي إلى الضفة الغربيّة، التي كانت إلى الأمس القريب بعيدة عن قتال الإخوة، في ظل انكفاء عناصر «حماس»، والذي يبدو أنه لن يدوم طويلاً مع استمرار الأجهزة الأمنية بحملات الاعتقال

غزة ــ قيس صفدي
لوّحت حركة «حماس» بقوّة بورقة المواجهة مع سلطة رام الله والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، ودعت عناصرها إلى عدم تسليم أنفسهم ومواجهة الحملات الأمنية وعمليات الاعتقال. وشنت هجوماً عنيفاً على قيادة منظمة التحرير التي وصفتها بأنها «مجموعة من الخونة والتجار والجواسيس».
وحث القيادي في «حماس»، خليل الحية، عناصر الحركة في الضفة على المواجهة وعدم الركون لممارسات الأجهزة الأمنية، مشبّهاً سلطة رام الله بـ«كفار قريش» عندما ساق الآية القرآنية التي نزلت حين أذن للمسلمين في مكة بالخروج للقتال.
وشدد الحية، في كلمة خلال مسيرة حاشدة في مدينة غزة أمس، شارك فيها الآلاف من عناصر «حماس» نصرةً لعناصر الحركة في الضفة حيث يتعرضون للاعتقال والتعذيب، على أن «حماس» «لن تترك عناصرها يعذبون من دون ردّ في الضفة الغربية». ووجه رسالة تهديد لعناصر حركة «فتح» في قطاع غزة. وقال: «نحذر أبناء فتح من محاولة زعزعة الأمن في غزة، ولا تستمعوا إلى من يوجّهكم من رام الله».
ورفع المتظاهرون أعلام «حماس» الخضراء وأعلاماً فلسطينية ورددوا هتافات، من بينها «أبلغوا العباس (محمود عباس) أن القسّام قادم إلى ضفّة الأحرار».
أما القيادي في «حماس»، محمود الزهار، فقال «إننا قادرون على إدارة المعركة في مواجهة هؤلاء المجرمين»، في إشارة إلى أجهزة أمن السلطة في الضفة. وأضاف، خلال خطبة الجمعة، أن «جنرالات الأجهزة الأمنية يريدون جعل حماس في مواجهة مصر والدول العربية والعالم بأسره، وهو ما يريده هذا العالم الظالم الذي تقوده الولايات المتحدة»، مستدركاً أن أطرافاً ودولاً كثيرة تدرك هذه المسألة.
وشدد الزهار على جهوزية حركة «حماس» للحوار الوطني والوصول إلى مصالحة شاملة شرط الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في سجون سلطة رام الله، مجدداً موقف الحركة الرافض للمشاركة في أي حوار إذا ما بقي معتقل واحد داخل تلك السجون. وقال إن «جنرالات الأجهزة الأمنية في الضفة هم من دفعوا حماس إلى مقاطعة الحوار في القاهرة بإصرارهم على حملات الاعتقال التي تطاول 30 شخصاً يومياً، استجابة للفيتو الأميركي الرافض للحوار الوطني».
وكان الزهار قد شنّ هجوماً عنيفاً على قيادة منظمة التحرير، ووصفها بأنها «مجموعة من الخونة والتجار والجواسيس»، لافتاً إلى أن «حماس» تريد دخول المنظمة من أجل تنظيفها.
وقال الزهار، في تصريحات متلفزة لقناة «الأقصى» التابعة لـ«حماس» في غزة، مساء أول من أمس، إن الحركة الإسلامية «يشرّفها أن تدخل منظمة التحرير الفلسطينية التي أسسها القائد أحمد الشقيري لتحرير فلسطين بالمقاومة». واستدرك: «لا يشرّفنا أن ندخل المنظمة التي انتهت باسمها حقوق الشعب الفلسطيني»، وذلك رداً منه على التصريحات الأخيرة للرئيس محمود عباس بأن «الفصائل الراغبة بالانضمام إلى المنظمة لا تشرفها، وإنما المنظمة هي التي تشرّفها».
وقال الزهار «لأن هذا الوعاء كان نظيفاً (منظمة التحرير)، نريد أن نعيد تنظيفه، حتى يتم وضع الممثلين الحقيقيين للشعب الفلسطيني، والذين حصلوا على أصوات أغلبية الشعب الفلسطيني في الانتخابات التشريعية الأخيرة». وشدد على أن «الذي يريد أن ينضم إلى المنظمة يجب أن يكون على أجندته تحرير كل فلسطين، لا من يربط بقاءه بالاحتلال».
ورأى الزهار أن حركة «فتح» أرادت من حوار القاهرة «تمديد فترة ولاية عباس التي تنتهي في كانون الثاني المقبل، وأن تحصل على الحكومة وتغيير سلام فياض، الذي أصبح يشكّل عبئاً عليها بعد سيطرته على المال والأمن في الضفة، ولذلك تريد التخلص منه».

وجاء في رسالة هنية ، «نحن لسنا مشعلي حروب، بل صانعو سلام... وندعو الإدارة إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة المنتخبة وإنهاء المقاطعة، واستمرار الوضع سيشجع العنف في المنطقة كلها». وتطرق إلى المعادلة التي تطرحها «حماس» لتنظيم العلاقة مع إسرائيل، وكتب أنه «بسبب قلقنا البالغ على الاستقرار والأمن في المنطقة، فإننا على استعداد للحصول على دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 مقابل هدنة لسنوات طويلة».
وقالت «هآرتس» إن هنيّة مرّر الرسالة بواسطة الأكاديمي الأميركي د. جيروم سيغال، وكتبها بخطّه.
(يو بي آي)