كشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن إجراءات تنفيذ صفقة التبادل بين إسرائيل وحزب الله ستبدأ الأسبوع المقبل وتنتهي خلال حوالى شهر، فيما ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن المعضلة القانونية في شأن إطلاق الأسرى اللبنانيين، وبينهم سمير القنطار، ستُحل بعفو يصدره الرئيس شمعون بيريز
علي حيدر

نقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله ستنفذ على ما يبدو خلال أسبوع فقط، مشيرة إلى أن الطرفين سيوقّعان على الصفقة رسمياً خلال الأسبوع المقبل، وبعد ذلك سيتم تبادل التقارير عن رون أراد والدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المفقودين منذ عام 1982.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ستنقل في نهاية المطاف فقط، حوالى 200 جثة، من ضمنهم عدد من مقاتلي حزب الله. ولفتت «هآرتس» إلى أن عائلتي الجنديين الأسيرين، إيهود غولدفاسر والداد ريغف، «لن تعرفا مصير ابنيهما إلا بعد أن يسلّمهما حزب الله إلى إسرائيل» وأنه «في أعقاب ذلك تنقل إسرائيل المعتقلين اللبنانيين الخمسة، ومن ضمنهم سمير القنطار، إلى حزب الله».
وأكدت «هآرتس» ما قيل سابقاً عن أن عملية التبادل ستتم على معبر الناقورة، وأن «المرحلة الأخيرة من العملية تبدأ بعد حوالى شهر حيث ستطلق فيها إسرائيل معتقلين فلسطينيين».
بدورها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الرئيس شمعون بيريز سيصدر عفواً عن سمير القنطار وأربعة من مقاتلي حزب الله تم أسرهم خلال عدوان تموز 2006، وسيُعطى المعترضون على هذا العفو مهلة 48 ساعة لتقديم استئنافهم إلى المحكمة العليا.
وفي السياق، طالب الادّعاء العام في شمال إسرائيل بتأجيل محاكمة أسرى حزب الله الثلاثة: حسين سليمان، ماهر كوراني ومحمد سرور، بسبب اقتراب موعد تنفيذ عملية تبادل الأسرى. وقالت محامية اثنين منهم، سمدار بن نتان، إنه «منذ البداية، كان واضحاً أن المسألة تتعلق بأسرى حرب وأن مصيرهم سيحسم فقط ضمن إطار تبادل أسرى، لا عبر محاكمة». ووصفت محاكمة أسرى حزب الله بأنها «محاكمة سياسية لأغراض الدعاية».
في هذا الوقت، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن التقرير الذي كتبه حزب الله عن مصير الملاح المفقود رون أراد «يقدم الإجابة التي لم يرد أحد سماعها وهي أن أراد لم يعد بين الأحياء» وأن «حزب الله قدم الخلاصة التي توصل إليها انطلاقاً من شهادات مفصّلة من سكان المنطقة التي جرى فيها احتجازه ومن ثمّ اختفاؤه، ومن عشرات الرسوم التي جمعها ومن الخرائط والصور بهدف إنهاء لغز أراد».
ووصفت «يديعوت» نتائج تقرير حزب الله بأنها «غير مشجعة وقد تنتهي إلى خيبة أمل مُرّة، جراء الاستنتاج القاطع بأن أراد ليس حياً، ومكان دفنه غير معلوم أيضاً». ولفتت إلى أن هذه النتائج «تتناقض مع أحد التقديرات في إسرائيل بأنه تم نقل رون أراد إلى إيران».
وقدرت «يديعوت» أنه «في ضوء هذه المعلومات الصعبة، بأن يُطلب من الحاخام الرئيس في الجيش الإعلان عن أن رون أراد ميت ومجهول مكان دفنه».
في المقابل، رفض رئيس جمعيات «للحرية ولد»، المحامي اليعاد شيرغا، القبول بالاستنتاجات التي توصل إليها تقرير حزب الله. وقال «رون حي، وسنستمر بعملنا المقدس في العالم كله ونبحث عن معلومة تفضي إلى حل اللغز». وتعليقاً على المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أول من أمس، قالت والدة إيهود غولدفاسر، ميكي، إن «نصر الله يستمر في الحرب النفسية ضد إسرائيل والعائلات». ورأت أن «عدم وضوح كلام نصر الله حول ما إذا كان الجنديان على قيد الحياة، يُبقي لدينا بصيص أمل، بأن نرى أودي وألداد يقفان على قدميهما في نهاية الأمر»، مشيرة إلى أن «كل ما يعنيني الآن أن تنفذ الصفقة بأسرع ما يمكن وآمل أن يتم ذلك منتصف الشهر، وبذلك ننتهي من الكابوس».
كذلك، وصف والد الجندي ألداد ريغف، تسافي، مؤتمر نصر الله بأنه «محاولة أخرى للاستهزاء بعائلات الجنود المخطوفين». وأضاف أن نصر الله يواصل «ما قام به من دون توقف في السنتين الأخيرتين»، مشيراً إلى أنه «من الأفضل عدم الإصغاء إلى كلامه».