معاريف ـ طومي ليبيد
نستعد نفسياً لمواجهة اليوم الذي سيمتلك فيه الإيرانيون أسلحة نووية. ونستعد عملياً لاستئناف الحرب مع حزب الله في لبنان. ونحن ندير، فعلياً، صراعاً ضد «حماس» في غزة، وفي الضفة الغربية.
لكن، ولسبب ما، لا نتعامل بالجدية المناسبة مع احتمال أن يقدم السوريون على شن حرب ضدنا؛ ففي الأسبوع الجاري، حذر رئيس «الموساد» مائير داغان من أن سوريا ضاعفت عدد الصواريخ التي تملكها. وهي ليست صواريخ «كاتيوشا» ذات التأثير النفسي والتي لا تحدث أضراراً ولا تسقط كثيراً من القتلى، بل إنها صواريخ قاتلة ومن شأنها إحداث ضرر كبير وقتل كثيرين، حتى وإن لم تكن مزودة برؤوس كيميائية. وفي مثل هجمات صاروخية كهذه، سيعاني السكان المدنيون قبل أي شيء آخر.
ففي أعقاب حرب لبنان، تعرّف السوريون على نقطة ضعفنا وهي الجبهة الداخلية؛ فالداخل الإسرائيلي سريع التأثر وأكثر هشاشة من الجبهة، حيث القتلى ليسوا فقط جنوداً، بل أيضا مدنيون، ومن كل الأعمار. وإذا كانت الحرب في الجبهة لا تؤدي إلى رعب داخل الجيش، لكن هجمة صواريخ مكثفة من شأنها أن تشوش الحياة من المطلة حتى بئر السبع، ناهيك عن ديمونا.
هناك اعتباران يسببان في دفعنا إلى عدم التعاطي بمستوى من الإلحاح والخطورة اللازمين، مع إقدام السوريين على شن حرب ضد إسرائيل. الأول هو عامل موضوعي، يتمثل في أن سوريا لا يمكنها أن تسمح لنفسها بشن حرب ضد إسرائيل، حتى وإن قام حزب الله بتقديم المساعدة لها. ويوجد منطق في هذا الاعتبار، إذ إن الأسد يعلم أنه سيُضرب في مثل حرب كهذه، حتى وإن استطاع تكبيد إسرائيل خسائر فادحة. لكن السؤال هو، هل يتصرف السوريون في الواقع بشكل منطقي؟ فالمصريون مثلاً، لم يعملوا وفقاً للمنطق عندما شنوا الهجوم على إسرائيل في يوم الغفران، وانعدام المنطق المصري، كلفنا ثمناً باهظاً.
الاعتبار الثاني لعدم تطرقنا اليوم بجدية لازمة إلى الخطر السوري، هو أن الحكومة تعاني من آلام كافية في الرأس. وطالما لم يتحقق اتفاق مع الفلسطينيين، إن كان سيتحقق مثل اتفاق كهذا في يوم من الأيام، فليس هناك فرصة لإجراء مفاوضات جوهرية مع الأسد، تعني بالنتيجة انسحاباً من الجولان. بل لا تستطيع حكومة أولمرت، أو أي حكومة أخرى في إسرائيل، لا في القريب العاجل ولا في المستقبل البعيد، إخلاء المستوطنات وإخلاء الجولان في آن واحد.
لا أهدف هنا إلى بثّ الرعب في القلوب، وليس في حوزتي معلومات سرية تدفعني لكتابة هذه الكلمات. لكن في أعقاب تحذير رئيس الموساد، من المحتم علينا إعداد مظلة قبل أن يهطل مطر الصواريخ، لا أن نركض لشراء النايلون اللاصق، بعد أن نكون قد بللنا.