strong>محمد بدير
رغم الإقرار الصريح بفشل عدوان تموز، تمضي إسرائيل في تطويع نتائجه لتجعل منها مناسبة للاحتفال بإنجازات مزعومة. هكذا كانت الحال أمس مع تقلد جنرالات الجيش الإسرائيلي «وسام حرب لبنان»، وهو ما تزامن مع وثائقي كشف أن وحدة النخبة «إيغوز» فقدت في ميدان معركة مارون الراس أحد جنودها لنحو يوم

بعد أيام من توزيعها على الجنود والضباط الصغار والوسطيين، تلقى جنرالات الجيش الإسرائيلي أمس أوسمتهم الخاصة لمشاركتهم في عدوان تموز على لبنان عام 2006. وتكفل وزير الدفاع، إيهود باراك، بتوزيع «وسام حرب لبنان» على الأعضاء الحاليين والسابقين في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ممن عايش «حرب لبنان الثانية» وشارك فيها بشكل من الأشكال.
وأقيم حفل رسمي في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب، أعرب باراك في خلاله عن توقعه بتحقيق الانتصار في الحرب المقبلة، قائلاً «إذا حصلت حرب أخرى، فإننا نتوقع أنها ستنتهي بالنصر مع حد أدنى من الإصابات والأضرار في الجبهة الداخلية». ووصف الحرب بأنها كانت «حرب الجميع» من «المقاتلين الذي رأوا النار عن قرب وأولئك الذين لم يكونوا على خط النار ولمليون ونصف مليون مدني كانوا في مدى الصواريخ». وشدّد على أن الجيش في «مسار عميق ومثير للانطباع من عملية إصلاح العيوب وتحسين القدرات في كل المجالات العملياتية».
وتلقى رئيس الأركان السابق، دان حالوتس، الذي استقال بسبب الحرب، وساماً. كما حضر الحفل ضباط آخرون استقالوا من الجيش على خلفية الفشل في الحرب، بينهم نائب رئيس الأركان آنذاك، موشيه كابلنسكي، في حين تغيب عنه قائد المنطقة الشمالية السابق، اللواء المستقيل أودي آدم، والقائد السابق للذراع البرية في الجيش، اللواء بيني غينتس، الذي تم تعيينه ملحقاً عسكرياً في السفارة الإسرائيلية في واشنطن.
وبرغم إعراب الكثير من الجنود الذين مُنحوا الوسام في وقت سابق عن خجلهم لتقلده في ظل مجريات الحرب ونتائجها، عبر رئيس الأركان الحالي غابي أشكنازي عن «افتخاره بتقلد الوسام الذي رأى فيه وسام تقدير وتحية لعوائل الجنود القتلى والجرحى». وادعى أن «الجيش وشعب إسرائيل يتمتعان بإنجازات هذه الحرب».
من جهة أخرى، أثار فيلم وثائقي عرضته القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، أول من أمس، سجالاً حاداً بين ضباط احتياط في الجيش على خلفية كشف الفيلم عن فقدان وحدة «إيغوز» لأحد جنودها خلال معارك مارون الراس إبان عدوان تموز.
وتناول الوثائقي، الذي حمل اسم «لتعلم كل أم يهودية»، أداء الجيش الإسرائيلي في العدوان، وتوقف عند حادثة فقدان جثة الجندي، يوناتان فولسيوك لساعات في أعقاب مقتله في المعارك في الثالث والعشرين من تموز 2006.
وانتقد الجنرال احتياط، دورين روبين، خلال مقابلة منحها للوثائقي، أفراد الوحدة النخبوية متهماً إياهم بـ«التخلي عن جثة جندي مهاجر جديد في ميدان المعركة». ورأى أن الجنود التابعين للوحدة «لم يبقوا في إماكنهم من أجل البحث عن فولسيوك»، كاشفاً أن الجيش «بعد أكثر من ساعتين من اختفائه أرسل طائرة من دون طيار للبحث عنه ووجدت جثته بعد 24 ساعة من اختفائها».
وتصدّى القائد السابق للواء غولاني الذي تتبع «إيغوز» له، العميد تامير يدعي، للرد على روبين واصفاً انتقاده بـ«الكاذب»، مشدداً على أن الفيلم، ومن خلال عرضه أقوال روبين «يشوّه الحقائق».
وأثارت أقوال روبين سخط الضباط والعناصر في وحدة إيغوز، وقال أحد عناصرها لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «يجلس دورون في البيت، لا يعرف الحقائق، ولم يسألنا أصلاً، ويقرر أننا تركنا يونتان».
إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن التقرير النهائي للجنة فينوغراد لن يصدر قبل زيارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، إلى إسرائيل المقررة في الحادي عشر من شهر كانون الثاني المقبل.