strong>تبرّأت من القطاع... وممّا سيحدث فيه من كوارث إنسانية
قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بالتنسيق مع أعضاء المجلس الأمني السياسي المصغر، إبلاغ حركة «حماس» عن طريق وسطاء بأن إسرائيل ستقوم في غضون الأيام القليلة المقبلة بقطع التيار الكهربائي ومياه الشرب والري عن قطاع غزة، رغم الإعلان في وقت سابق عن استمرار المساعدات الإنسانية.
وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية، نقلاً عن أولمرت، أن إسرائيل ستقطع الكهرباء والماء عن قطاع غزة بالإضافة إلى قطع علاقاتها مع السلطة الوطنية الفلسطينية في ما يتعلق بالقطاع.
وأفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي «بأن الحكومة ستبلغ المجتمع الدولي أنها لا تتحمل مسؤولية الكارثة الإنسانية التي ستحصل في قطاع غزة، لأنها غير مسؤولة عن قطاع غزة بعد انسحابها في آب عام 2005».
وكانت المتحدثة باسم أولمرت، ميري ايسين، قد أعربت عن الاستعداد «إن دعت الضرورة، لتقديم مساعدة إنسانية إلى قطاع غزة. المشكلة هي أنه لا يوجد في الوقت الحاضر أي شخص ليتسلمها في الجانب الفلسطيني عند نقاط العبور بين هذه الأراضي وإسرائيل». وأضافت «نحاول إجراء اتصالات في هذا الصدد، لأننا لسنا غير مبالين لمصير 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة».
وفي تعليق على الوضع الداخلي، قالت آيسين إن ما حدث في قطاع غزة من اقتتال فلسطيني ـــ فلسطيني «هو شأن فلسطيني داخلي ولا نية لنا بالدخول إلى غزة»، مشيرة إلى أنه «من الخطأ أن تدخل إسرائيل (عسكرياً) إلى غزة»، لكنها أضافت أن «الوضع في غزة مقلق».
وفي السياق، قال مصدر عسكري إسرائيلي مطلع «من ناحيتنا، كجيش، فإننا نتابع ما يجري هناك، وفي غضون ذلك، فقد أغلقنا المعابر بين إسرائيل والقطاع ودخلت قوات إسرائيلية إلى الجانب الفلسطيني من هذه المعابر». وأضاف «لدينا تخوفات حيال سيناريوهات قد تحدث مثل محاولة مواطنين فلسطينيين الدخول إلى إسرائيل هرباً من الأوضاع المتردية في القطاع، ونحن نستعد لمواجهة ذلك. كذلك، فإننا نستعد لاحتمال إنشاء مخيمات لاجئين من الفلسطينيين الهاربين من القطاع».
وشدد المصدر نفسه على أن «الجيش الإسرائيلي لا يفكر في هذه المرحلة بالتدخل في ما يحدث في قطاع غزة والقرار هو عدم الدخول إلى هناك حالياً». وقال إن «التقديرات في الجيش الإسرائيلي هي أن حماس ستحاول إقحامنا في الصراع الفلسطيني الداخلي». واعتبر أن «هناك أيادي خفية تعبث في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «رغم عدم توفر معلومات استخبارية كاملة لديّ، إلا أنني أعتقد أن هناك خيطاً يربط بين ثلاثة أحداث وقعت هذا الأسبوع في المنطقة، وهي: الانقلاب العسكري الذي نفذته حماس واستيلاؤها على القطاع وتفجير المسجد في سامراء في العراق واغتيال النائب اللبناني وليد عيدو في بيروت».
إلى ذلك، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى ـــ مجموعات الشهيد أيمن جودة» أن عدداً من عناصرها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وقال سكان فلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي اعتقل أمس 18 فلسطينياً خلال حملة دهم شرق دير البلح، وسط قطاع غزة. وأضافوا: إن قوات راجلة من جيش الاحتلال داهمت الحي ونفذت حملة دهم وتفتيش في المنازل.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)