يحيى دبوق
أظهر تقرير أعده طاقم بحث إسرائيلي أميركي لـ«معهد القدس لأبحاث إسرائيل»، أن خصوبة المرأة العربية واليهودية في القدس المحتلة أصبحتا متساويتين، وبالتالي يجب على إسرائيل تأمين أراضٍ حول المدينة لتوسيعها، وإسكان الإسرائيليين فيها، بناء على المعطيات الجديدة، وهو ما يعني قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية لتشجيع الاستيطان اليهودي فيها.
وأفادت صحيفة «هآرتس»، التي نشرت جزءاً من معطيات التقرير، الذي قُدِّم لرئيس بلدية القدس أوري لوبليانسكي، بأن المرأة العربية والمرأة اليهودية تنجبان ما معدله 3.9 أطفال، وأن معدل الخصوبة لدى المرأة العربية تراجع في السنوات الأخيرة، بينما شهد معدل خصوبة المرأة اليهودية ارتفاعاً.
ورغم أن المعطيات تظهر نجاحاً نسبياً في مساعي إسرائيل المبذولة لتهويد المدينة، أكدت الباحثة في «معهد القدس لأبحاث إسرائيل»، مايا حوشين، التي شاركت في إعداد التقرير، أن المعطيات المذكورة دقيقة، لكنها تستند إلى مؤشرات عام واحد فقط، وفضلت أن تجري «دراسة المسألة على مدى سنوات عديدة قبل استخلاص أي استنتاجات».
من جانبهم، قال معدو التقرير، وعلى رأسهم، بينط تسيمرمان ود. روبرتا زييد ومايك وايز ويورام إيتينجر، إنه يجب ضم أراضٍ فلسطينية محيطة بالقدس الشرقية ويسكنها مئة ألف فلسطيني «من أجل حل المشكلة الديموغرافية في القدس» التي تتعلق بالتوازن السكاني بين اليهود والعرب. ورأى الباحثون أن ضم هذه المناطق الفلسطينية الواقعة في شمال وشرق وجنوب القدس الشرقية، سيؤدي إلى زيادة عدد السكان اليهود بعشرات الآلاف، كما أن هذا الضم سيؤدي إلى تقليص كبير في «الهجرة السلبية» ومنع خروج اليهود من المدينة.
واستطرد الباحثون أن هذه الحالة ستجذب إلى القدس المحتلة سكاناً يهوداً، وبذلك يتغير التوازن الديموغرافي لمصلحة الجانب اليهودي.
وجاء في التقرير أن «الامتناع عن توسيع مساحة المدينة (القدس بشطريها الغربي والشرقي) على أثر التخوف من عبء ديموغرافي (فلسطيني) آخر، سيؤدي إلى زيادة أعباء الإسكان والتشغيل وسيسرع الهجرة السلبية من القدس».
ورأى التقرير أن هذا الوضع ناجم عن عدم توافر الأراضي لشق الشوارع التي تُعَد شرطاً أساسياً لتحسين وضع السكن وتوفير أماكن عمل، مقترحاً ضم أراضٍ فلسطينية للمدينة لمضاعفة مساحة القدس على الأقل.
وبحسب معطيات التقرير، فإنه خلال الأعوام 2000 إلى 2003 غادر المدينة المحتلة 63 ألف يهودي، وفي مقابل ذلك، انتقل للسكن فيها 37 ألف يهودي. وغادر 311 ألف يهودي بين العامين 1980 و2005، فيما انتقل للسكن فيها 208 آلاف يهودي.