محمد بدير
جدولت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، في كلمتها أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة ليل الأربعاء الخميس، للعالم مهماته التي ينبغي له التصدي لها، فبدأت بالـ" التهديد الإيراني" الذي صنفته في خانة "التحدي الأكبر"، وتوقفت عند القرار 1701 الذي رأت تطبيقه "امتحاناً مصيرياً أمام العالم"، وانتهت إلى رفع بطاقة "الإرهاب" الحمراء أمام الفلسطينيين لنفي استحقاقهم الخوض في "خريطة الطريق".
وسددت ليفني مهدافها السياسي بالدرجة الأولى تجاه إيران، التي خصصت لها الجزء الأكبر من خطابها في مسعى تحريضي واضح ضد "تهديدها النووي". ورأت ليفني أنه "ليس هناك تحد ضد قيمنا أكبر من التحدي الذي يفرضه قادة إيران الذين ينكرون المحرقة ويجعلونها موضع سخرية، ويتحدثون علانية وبفخر عن رغبتهم في محو إسرائيل عن الخريطة. والآن هم يعملون من أجل الحصول على سلاح نووي لتحقيق أهدافهم التي تعرض المنطقة والعالم للخطر". وهاجمت ليفني وجود الوفد الإيراني في الهيئة العامة للأمم المتحدة قائلة "لا مكان لقادة كهؤلاء في هذا المنتدى، ولا مكان لنظام كهذا بين عائلة الشعوب". ودعت المجتمع الدولي إلى مواجهة "الالتزام الأكبر" المتمثل بمواجهة "الخطر المتعاظم، ليس من أجل إسرائيل، إنما من أجلكم ومن أجل القيم والعالم الذي نريده لأولادنا... إيران هي تهديد عالمي لا محلي".
وتساءلت ليفني في لهجة تحريضية "ماذا يجب أن يحصل لكي يتعامل العالم مع هذا التهديد بجدية؟ ماذا يجب أن يحصل لكي ينتهي التردد والتذرع؟... نحن نعلم ما هي نتائج اللامبالاة والمصالحة في الماضي"، في إشارة إلى سياسة بريطانيا وفرنسا مع النظام النازي قبل الحرب العالمية الثانية.
وتوقفت ليفني عند العدوان على لبنان وأبعاده على الشرق الأوسط والعالم، فرأت أنه "في أعقاب المواجهات التي بدأها حزب الله والرد الإسرائيلي الصارم، لاحت الفرص التي يجب استغلالها". واستطردت "هناك الكثير مما يجب فعله من أجل تحويل الفرصة إلى واقع"، مشددة على أنه "يحظر السماح لحزب الله بتهديد المنطقة مجدداً. العالم يقف أمام امتحان مصيري لضمان تطبيق الكامل للقرار 1701 والإطلاق الفوري لسراح المخطوفين الإسرائيليين". أضافت "إسرائيل لن ترتاح حتى يعود كل المخطوفين الإسرائيليين سالمين إلى عائلاتهم. لنعدهم جميعنا بذلك".
وتطرقت ليفني إلى الموضوع الفلسطيني من دون أن تفوت الفرصة للتأكيد على أن "القدس هي مركز إسرائيل، البيت القومي لليهود". وكررت موافقة إسرائيل على "رؤية الدولتين" مستدركة بأن "الدولة الفلسطينية التي ستقوم إلى جانب إسرائيل لا يمكن أن تكون دولة إرهاب"، ومشترطة العودة إلى خريطة الطريق بـ"إنهاء الإرهاب". أضافت "هناك من يعتقد أن العودة إلى حدود عام 1967 تحل المشكلة، ولكن عام 1967 لم تكن هناك دولة فلسطينية، ولم تكن هناك أي علاقة بين الضفة الغربية وقطاع غزة"، لتخلص إلى أن "حل الدولتين يقتضي خلق واقع جديد لم يكن في السابق، ومن أجل تنفيذ ذلك يجب التوصل إلى حل وسط".
واستغلت ليفني منبر الأمم المتحدة لتقدم مطالعة حول "أخلاقيات الجيش الإسرائيلي" الذي "على عكس القوات التي يواجهها، يشدد على العمل بموجب القيم الإنسانية، ويمتنع عن استهداف المدنيين"، مشددة على أن "هناك فرقاً كبيراً بين إرهابيين يلاحقون مدنيين، والجنود الذين يريدون ضرب الإرهابيين". أضافت "الإرهاب هو إرهاب حتى لو سمي ذلك مقاومة".