تستغل واشنطن انتشار كورونا لممارسة مزيد من الضغوط على دمشق
على الصعيد السياسي، بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التسوية في كل من ليبيا وسوريا. وجاء في بيان للكرملين بشأن الاتصال الذي تم بمبادرة من الجانب الفرنسي: «تم بحث جوانب التسوية في كل من سوريا وليبيا. واتفق الطرفان على مواصلة الاتصالات على مختلف المستويات»، دون المزيد من التفاصيل. وفي سياق متصل، أفادت صحيفة «فيدوموستي» الروسية بأن هدف الزيارة التي أجراها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى العاصمة السورية دمشق أوائل الأسبوع الجاري، مرتبط بـ«ضرورة ردع تفشي كورونا». ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الدفاع الروسية إشارته إلى أهمية توقيت الزيارة التي استغرقت يومين واختتمت الثلاثاء، وبحث خلالها شويغو مع الرئيس بشار الأسد الوضع في إدلب وتنفيذ الاتفاق المبرم بشأنها، بالتزامن مع انتشار الفيروس في أنحاء العالم. المصدر أشار إلى أن أهم أهداف الزيارة «منع أي تصعيد من شأنه أن يصرف جهود روسيا وتركيا وسوريا عن تحديات أكثر خطورة تسبب فيها كورونا»، فيما لفتت الصحيفة إلى أن موسكو وأنقرة، بعد تسعة أيام من تسييرهما أول دورية على طريق M4 في إدلب، لم تتمكنا بعد من إطالة مسار الدورية. كما نقلت عن مصدرين مقربين من الوزارة الروسية أن الدورية الثانية التي نظمت في الثالث والعشرين من الشهر الجاري «جاءت بمسافة منخفضة بسبب مشكلات واجهت الجانب التركي في ضمان أمنها».
من جهة أخرى، لا توفّر واشنطن فرصة لممارسة المزيد من الضغوط على دمشق، وها هي تستغل تفشي كورونا وإعلان إصابات جديدة في سوريا التي تفرض عليها عقوبات تحدّ من قدرتها على مواجهة الفيروس، إذ حذّرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، من تفاقم انتشار الوباء في سوريا «في حال استمر النظام في حملته ضد الشعب السوري». ودعت أورتاغوس إلى «الإفراج عن عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين تعسفياً في مراكز احتجاز النظام، من أجل التخفيف من الانتشار الكارثي للفيروس». كما دعت النظام إلى «اتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وكذلك المواطنين الأميركيين في سوريا من الآثار المدمرة لهذا الوباء».