الهاشمي، في الأشهر الأخيرة، كان جزءاً من مشروعٍ جماهيريّ ــ سياسيّ يُعَدُّ في المحافظات الجنوبيّة، بتمويل يُقدّر بملايين الدولارات، ويهدف إلى بناء «جيل نيوليبرالي»، ويؤمن بعراق بعيد من إيران وحلفائها، ويتماهى إلى حدٍّ كبيرٍ مع النموذج الأميركي. وهو أكّد مراراً أن هذه المشاريع هي «خلاص العراق»، لكنّ ثمارها «لا تُقطف في القريب العاجل». هذه الاقتناعات لم تمثّل يوماً حاجزاً أمام التواصل والنقاش. تمنّى كثيراً أن «يتحلّى» بعض العراقيين بـ«رحابة صدر» اللبنانيين عند انتقادهم. تقّبل كثيراً انتقاد خياراته، معترفاً غير مرّة بصوابيّة الرأي الآخر. رفض أن يُحسب أخيراً على الإسلاميين أو أي توجّه آخر. يعرّف عن نفسه بأنّه «عراقي... وبقناعاتي».
من تشييع الهاشمي، أمس، في مدينة النجف (أ ف ب )
يكّن لنوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، احتراماً شديداً. لُقّب في الأوساط الأمنيّة، في تلك المدة، بـ«الدكتور». وحتى ساعاته الأخيرة كان مصدراً للمعلومات، مقدّماً معلومات حسّاسة إلى الأجهزة الأمنيّة عن تحركات تنظيم «داعش». تماهى مع سلفه حيدر العبادي. انتقد كثيراً عادل عبد المهدي، وتفاعل مع مصطفى الكاظمي أكثر. كان واحداً من «حلقة المستشارين» المقرّبة من رئيسي الجمهوريّة (برهم صالح) والحكومة. تحمّس لـ«المقاربة الإيرانيّة» للمشهد العراقي بُعيد اغتيال سليماني مطلع العام الجاري، وراهن على خيارات طهران الجديدة في العراق، رافعاً سقف انتقاداته لبعض القوى المحسوبة عليها.
غاب رسم الهاشمي. أما ضحكته، فباقية...