شعر مسؤولو المملكة بالضيق جرّاء تسريب بعض التفاصيل إلى الصحافة
وعلى رغم أن السعودية أرسلت مطالبها مكتوبة إلى الجامعة، إلّا أن مسؤولي المملكة شعروا بالضيق جرّاء تسريب بعض التفاصيل إلى الصحافة، وتحديداً إلى وسائل إعلام مملوكة للمخابرات المصرية، ما ولّد سجالاً قصيراً كان بطله من الجانب السعودي وزير الدولة للشؤون الأفريقية والمندوب السابق للمملكة في الجامعة وسفيرها في القاهرة لأكثر من عقدين، أحمد القطان، الذي تحدّث في تغريدات عدّة عن خلل في الجامعة، قبل أن يعود ويحذف تلك التغريدات. إذ جرى سريعاً احتواء الغضب السعودي بشكل مؤقت من أجل «وحدة الجامعة»، عبر مَنْح الأخيرة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، «درع العمل التنموي» عن عام 2021، والتغزُّل بالحاكم الفعلي للسعودية من جانب الأمين العام، أحمد أبو الغيط، الذي وصف ابن الملك بـ«الرجل الحكيم الذي يعمل من أجل أمّته».
على الجانب الآخر، تواجه الجامعة مشكلة مرتبطة بموعد انعقاد القمّة العربية، بعدما تمسّكت الجزائر بحقها في استضافة القمّة التي كان يُفترض أن تُقام في آذار/ مارس الماضي، قبل أن تُؤجَّل لمزيد من الاستعدادات وبسبب جائحة «كورونا». وتغيَّب وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، عن الاجتماع الوزاري العربي في الساعات الأخيرة، بسبب ما وصفه بأنه «ظروف قاهرة نتيجة وضع الطيران وأزمة كورونا». وأبلغ بوقادوم، الأمين العام، تمسُّك بلاده بحق رئاسة القمّة ومكان إقامتها، مقترحاً انعقادها في الصيف المقبل وتحديداً ما بين حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس المقبلَين، فيما ستجري مناقشات واسعة خلال الفترة المقبلة لإقرار جدول أعمالها، علماً أن الجزائر تَطلُب حسم جملة أمور قبل الموعد المقترَح. ويُتوقَّع أن يزور أبو الغيط الجزائر قريباً للتمهيد للقمّة، وحلّ أكبر قدر من المشكلات العالقة. وعكَس التمسُّك الجزائري برئاسة القمة واستضافتها قدرة الجزائر على فرض إرادتها باستغلال نصوص الجامعة ولوائحها، التي ترغب مع ذلك في تعديلها بشكل جذري.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا