تشهد منطقة إدلب، منذ نحو شهر، تصعيداً عسكرياً لافتاً، يبدو أنه يندرج في إطار المعركة المستعرة حالياً حول مسألة إدخال المساعدات الدولية إلى سوريا عبر المعابر الحدودية. وفيما تستشعر روسيا ميلاً تركياً إلى الانخراط في المشروع الأميركي حول المعابر، والذي ترى فيه الأولى «انتهاكاً» للسيادة السورية، فهي تسعى على ما يبدو إلى تصعيد الضغط على أنقرة، من أجل حملها على اتّخاذ موقف لصالحها في هذه القضية. في المقابل، وفي امتداد لحالة التقارب المتشكّلة منذ استلام جو بايدن الحكم، تشتغل واشنطن على استمالة تركيا عبر وسائل ترغيب متّصلة أساساً بمناطق شرق الفرات، وهو ما يلقى إلى الآن استجابة لافتة من قِبَل أنقرة، التي لا تني تُرسل إشارات استفزاز إلى موسكو، ليست آخرها المناورات «الأطلسية» الضخمة في البحر الأسود، والمترافقة مع «خدوش» متكرّرة لـ»اتفاقية مونترو»