نادرة هي الحالات التي تُقصف فيها أهداف في مدن، ولا يَرفع سكّان تلك المدن الصوت استنكاراً للقصف. مِثل هذه الحالات من الصمت، يمكن رصدها في «المدن العربية» في إسرائيل، عندما ينفّذ العدو اعتداءات، ويستهدف الردّ أهدافاً في الداخل المحتلّ. الجديد هو أن حالة الصمت ذاتها صارت تنطبق على الإمارات التي يصفها كثيرون بأنها «إسرائيل الخليج» نظراً لغُلوّ حاكمها، محمد بن زايد، في التحالف مع العدو. إذ حينما ردّ «أنصار الله» في اليمن على العدوان الإماراتي على بلادهم، بقصف أهداف في أبو ظبي ودبي، كان ردّ فعل الإماراتيين العاديين، هو الصمت الذي يشي بتحميل سياسات ابن زايد مسؤولية ما يحدث، ولربّما كانوا قد قالوا ذلك علناً لو أن حرية التعبير متاحة في دولتهم، لكن مواقف من هذا النوع ستؤدي بهم حتماً إلى السجن