مقالات مرتبطة
وتُعتبر هذه المرّة الثانية، خلال أقلّ من عام، التي تُستهدف فيها القواعد الأميركية في منطقة رميلان، التي تَعدّها «قسد» من معاقلها الأساسية، بعدما عمدت إلى تحويلها إلى مخزن للأسلحة والأموال لكونها الأكثر أماناً، وتحتفظ بالسيطرة عليها منذ عشرة أعوام. كما تَبرز أهمّية قاعدة خراب الجير تحديداً، في كوْنها نقطة ارتباط رئيسة لقوات «التحالف الدولي» المتواجدة في كلّ من سوريا والعراق، حيث يتمّ عبرها نقل أرتال الأسلحة والمعدّات، وتأمين عمليات نهب النفط والقمح، فضلاً عن تَحوّلها إلى مطار عسكري للأميركيين، بعد تأهيل مدارج داخله، ليكون قادراً على استقبال أنواع من طائرات الشحن ونقل الجنود، وبالتالي تخفيف عمليات النقل البرّي. وكان الأميركيون استولوا، منذ دخولهم إلى الأراضي السورية، على المطار الزراعي في قرية خراب الجير، في المنطقة الواقعة بين اليعربية ورميلان، وحوّلوه إلى قاعدة أساسية لهم في سوريا، ليقوموا لاحقاً بتأهيله كمهبط لمروحيات، ومن ثمّ توسيع مدارجه بالتدريج، وصولاً إلى إتمام جاهزيّته لاستقبال طائرات الشحن.
في غضون ذلك، واصل الأميركيون استعراضاتهم العسكرية في سوريا، من خلال الإعلان عن مقتل قياديين من «داعش» في عملية استهداف جوّي لأماكن تواجدهم، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل الموالية له، في الشمال السوري. ووفق بيان لـ«القيادة المركزية الأميركية»، فإن «القوّات الأميركية نفّذت ضربة جوّية ناجحة، أدّت إلى مقتل أبي هاشم الأموي، نائب والي سوريا، ومسؤول آخر كبير في التنظيم»، من دون ذكر اسمه. وفي هذا المجال، أكدت مصادر مقرّبة من «قسد»، لـ«الأخبار»، أن «الاستهداف وقع في مدينة جرابلس، بناءً على معلومات استخباراتية قدّمتها قسد نقلاً عن معتقلين من خلايا داعش في مخيم الهول»، معتبرةً أن «تكثيف مثل هذه العمليات، هدفه إبراز أهمية العمل المشترك بين التحالف وقسد، في منْع داعش من إعادة بناء نفسه مجدداً»، مضيفة أنها «تُعدّ أيضاً رسائل غير مباشرة إلى تركيا، بضرورة التراجع عن فكرة شنّ هجمات جديدة على مناطق سيطرة قسد، لأن هكذا عمليات ستؤدّي إلى تعطيل هذا الجهد حتماً».
وجاء نشر الأميركيين بيانهم، في وقت لم تؤكّد فيه أيّ وسيلة إعلام، بما فيها العاملة ضمن مناطق السيطرة التركية في الشمال السوري، وقوع الحادثة في جرابلس فعلاً، فيما غاب عن حسابات ومعرفات «داعش» على مواقع التواصل أيّ حديث عن مقتل الشخص المذكور في البيان، أو أشخاص آخرين. كذلك، لم تؤكّد أيّ جهة صحّة الادّعاءات الأميركية حول هوية الشخص الذي قُتل الأسبوع الفائت، في إنزال نُفّذ في قرية ملوك السراي، ضمن مناطق سيطرة الجيش السوري، في ريف القامشلي، فيما تحدّثت مصادر أهلية عن أن معظم مَن اعتقلهم الأميركيون في الإنزال، ليس لهم أيّ نشاط مشبوه على صلة بـ«داعش» أو غيره من التنظيمات الإرهابية.