لم تكد تمرّ أيّام قليلة على إماطة اللثام عن قبول السلطة الفلسطينية بالعرض الأميركي القائم على امتناعها عن أيّ «خطوات أحادية»، وتحسين أدائها في تعقّب المقاومين في بؤر التوتّر في الضفّة، مقابل وعود مالية وسياسية مبهَمة ومجرَّبة إلى حدّ الإشباع، حتى جاءت الضربة الإسرائيلية في البلدة القديمة في نابلس. ضربةٌ لم يراعِ فيها العدو أيّ معيار من «المعايير الإنسانية» المفترَض اتّباعها في العمليات العسكرية، مُكرّراً على نحو أشدّ فظاعة مذبحتَيه اللتَين ارتكبهما في مخيّمَي جنين وعقبة جبر ما بين أواخر كانون الثاني وأواسط شباط، لتكون النتيجة سقوط عشرة شهداء، بينهم مسنّون عزّل، وعشرات الإصابات. وإذ استطاع جيش الاحتلال تصفية حسابه مع منفّذَي عملية «شافي شمرون»، محمد أبو بكر الجنيدي وحسام سليم، اللذَين استشهدا بعد محاصرة منزلهما وانقطاع الإمدادات عنهما، فإن هذه المجزرة الجديدة، التي أكّدت المقاومة أنها لن تمرّ من دون ردّ، تفتح الباب على عمليات انتقام قد لا تقلّ سوداوية بالنسبة إلى جنود العدو ومستوطِنيه عمّا فعله الشهيد خيري علقم في قلب القدس المحتلّة، وخصوصاً أن لا مؤشّر إلى الآن إلى أن ثمّة «صوتاً عاقلاً» في دولة الاحتلال قادراً على لجم الفاشية ووضْع حدّ لعدوانها المنفلت