حالها حال الهدن السابقة في السودان، لم تسلم هدنة الـ24 يوماً، أول من أمس السبت، بين الجيش وقوات «الدعم السريع» من الخروقات، قبل أن تتجدّد الاشتباكات العنيفة والقصف بالمدفعية في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان، قولهم إن معارك اندلعت، أمس، بين القوات المسلّحة و«الدعم»، هي الأعنف بين الطرفَين منذ أسابيع، وشملت حي الحاج يوسف المكتظّ بالسكان في مدينة الخرطوم بحري، وشمال مدينة أم درمان، بالإضافة إلى اشتباكات وقعت في جنوب الخرطوم ووسطها، وفي شمبات على نهر النيل في مدينة الخرطوم بحري حتى جسر الحلفايا الاستراتيجي المؤدّي إلى أم درمان.وفي ولاية غرب دارفور، تتواصل الاشتباكات في مدينة الجنينة، عاصمة الولاية، ممّا أدّى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 860، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. كذلك أدّت الاشتباكات المندلعة، منذ أكثر من شهر، إلى نزوح نحو 100 ألف شخص إلى تشاد المجاورة، وعدد من المناطق الداخلية في إقليم دارفور. وأكد ناشطون وشهود عيان أن الأوضاع الأمنية في مدينة الجنينة والقرى المجاورة لها تزداد سوءاً، في ظلّ استمرار الاقتتال وعمليات الاغتصاب والسلب والنهب وحرق أكثر من 20 منطقة سكنية داخل المدينة وخارجها. ومن جهتها، ناشدت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور، المجتمع الدولي، التحرُّك الفوري لإيقاف الانتهاكات، وما سمّتها المجازر اليومية التي تُرتكب في مدينة الجنينة، مبيّنةً أن الأحداث التي شهدتها المدينة خلّفت مئات القتلى والجرحى وتسبّبت في نزوح الآلاف. ووفق الهيئة، فإن مدينة الجنينة تحوّلت إلى «مدينة أشباح» بعد انهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظّمات الإنسانية من الخدمة.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، تأكيدها أن المدينة تشهد هدوءاً حذراً، بعد ساعات من اشتباكات وقعت بين قوات «الحركة الشعبية شمال» بزعامة عبد العزيز الحلو، والجيش، في أربع مناطق، هي، دلوكا وكلولو والأحيمر وأم شعران. وقالت المصادر إن الحركة استولت على ثلاثة مواقع تابعة للجيش تبعد نحو 5 كيلومترات من العاصمة كادوقلي، ومعدات عسكرية، كما أسرت أفراداً من الجيش.
سياسياً، أكد قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تأييده أيّ حلّ ينهي حرب الميليشيات بمعاونة المرتزقة الأجانب، في إشارة إلى قوات «الدعم السريع». وحملّ البرهان، في اتصال هاتفي مع رئيس «الاتحاد الأفريقي»، ورئيس جزر القمر غزالي عثماني، قوات «الدعم السريع» المسؤولية عن فشل الهدن السابقة، مضيفاً أنه يعود إلى عدم وجود آليات ملزمة لمتابعة خروقات «الدعم»، التي اتّهمها أيضاً بعدم الالتزام بإخلاء منازل المواطنين والمستشفيات ومراكز الخدمات والمرافق العامة.
(الأخبار)