وعن الزيارة، يقول المتحدّث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إنها تتزامن مع انعقاد أعمال الدورة الثانية لـ«اللجنة العليا العراقية - المصرية المشتركة» بين العاشر والثالث عشر من حزيران الجاري في القاهرة، والتي سيتوّج نتائجها توقيع السيسي والسوداني مذكّرات تفاهم عديدة. ويُضيف العوادي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «هذا لا يغطّي سعي القيادتَين العراقية والمصرية إلى تقوية أواصر العلاقة سياسياً، والوصول إلى مستوى تنسيق تحقَّقَ قسم منه من خلال آلية العمل وفق التعاون الثلاثي العراقي - المصري - الأردني، وصولاً إلى تأسيس موقف موحّد في العديد من القضايا العربية والإقليمية». وبخصوص الوساطة بين مصر وإيران، ينقل المتحدّث عن رئيس الوزراء قوله «إننا أكثر من مرّة أعلنّا أن الحكومة قادرة على القيام بأيّ دور يطلب منها للوساطة أو تقريب وجهات النظر في بعض القضايا العربية أو الإقليمية، ولا سيما في الملفّات التي تؤثّر على الساحة العراقية أو التي يكون من نتائجها أن تشهد المنطقة استقراراً ينعكس بالإيجاب على الساحة العراقية».
المتحدّث باسم الحكومة لـ«الأخبار»: قادرون على القيام بأيّ دور يُطلب منّا للوساطة
من جهته، يشير عضو مجلس النواب، جواد اليساري، إلى أن «العراق ومصر بلدان يجتمعان على قضايا عدّة، أبرزها الاقتصاد والتجارة والثقافة وحتى في الملفّ الأمني، وهناك تعاون سابق وحالي لمحاربة الفكر المتطرّف المتمثّل في داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية». ويلفت اليساري، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «السوداني لديه توجّه لتحقيق الاستقرار في العراق، وهو نجح في إدارة ملفّ السياسة الخارجية»، مضيفاً أن مصر «لديها خبرات وتجربة ناجحة في ملفّ الطاقة الكهربائية، ناهيك عن المجالات الأخرى التي تعدّ أكثر تطوّراً منّا فيها، فلا ضير في أن نستفيد منها وننقلها إلى العراق». وعن تقريب وجهات النظر بين طهران والقاهرة، يقول اليساري إن «السوداني أخذ على عاتقه لعب دور في تهدئة التوتّر في المنطقة، وإبعادها عن المشكلات والتجاذبات، وهذا بالتالي سينعكس على العراق، كونه أكثر البلدان تضرّراً من الخلافات الإقليمية».
وفي الإطار ذاته، يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، طارق الزبيدي، أن «زيارة السوداني لمصر هي من أهمّ الزيارات، وفيها مهام متعدّدة ولا يمكن حصرها بقضية محدّدة»، مشيراً، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «مصر تُعتبر من الدول التي لها ثقل عربي كبير، ولهذا ذهب العراق إليها». وبخصوص التوسّط بين طهران والقاهرة، يلفت الزبيدي إلى أن «من ضمن أولويات الزيارة تطبيع العلاقات الإيجابية بينهما، ولا سيما أن العراق نجح في الوساطة التي قام بها سابقاً بين إيران والسعودية، وكذلك له دور كبير في إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية». أمّا المحلّل السياسي، حيدر عرب، فيَعتبر أن «السياسة الخارجية للعراق أصبحت من الثوابت الأساسية عند الحكومة الحالية، ودورها ترطيب الأجواء بين البلدان العربية»، معرباً عن اعتقاده بأن «زيارة السوداني ستنقسم في اتّجاهين، أولهما داخلي وهو تقوية المجال الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والثاني يتعلّق بالشأن الإقليمي ومنه مناقشة العلاقة المتوتّرة ما بين مصر وإيران وتقريب وجهات النظر بينهما».