غزة | مع انتهاء معركة «ثأر الأحرار» في أيار الماضي، تكثّفت الضغوط على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لعدم الانزلاق إلى معركة جديدة مع الاحتلال خلال الفترة المقبلة، وازدادت حدّتها مع تعاظم الاستنفار الإسرائيلي على جبهتَي إيران ولبنان. وبحسب ما علمته «الأخبار» من مصادر في المقاومة، فإن الاتصالات التي جرت خلال الفترة الماضية حملت صيغاً غير مباشرة تطلب من الفصائل المحافظة على الهدوء، وعدم الانجرار إلى أيّ حرب محتمَلة في الإقليم. وفي هذا السياق تحديداً، جاءت دعوة السلطات المصرية قيادتَي حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إلى القاهرة الأسبوع الماضي، حيث عُقدت لقاءات استهدفت إقناعهما بالتخلّي عن فكرة «وحدة الجبهات»، فيما لم توضح المصادر ما إذا كانت هذه المساعي بطلب إسرائيلي - أميركي، أم نابعة من قراءة خاصة لدى مصر للتطوّرات في الإقليم.وبحسب المعلومات، فقد رفضت الفصائل «الحديث عن قضية الحرب في الإقليم، ولم تعطِ أيّ إشارات حول هذا الموضوع، على اعتبار أن موقفها ثابت تجاه مقاومة الاحتلال، وأنها تؤيّد كلّ جهة يمكنها أن تقلّص من عمر هذا الاحتلال»، مؤكّدةً أن «قرارها نابع دائماً من مشاوراتها الداخلية ومصلحة القضية الفلسطينية». وإذ نصح الجانب المصري، ضيوفه الفلسطينيين، بتلافي المواجهة مستقبلاً، متحدّثاً عن «تهديدات إسرائيلية شديدة تجاه قطاع غزة في حال دخل حرباً إلى جانب إيران وحزب الله في المستقبل، بالنظر إلى أن إسرائيل ترى في هذا الأمر تجاوزاً خطيراً لا يمكن السكوت عنه»، فقد أبلغت الفصائل، المصريين، بدورها، بـ«محدّداتها للدخول في مواجهة مع الاحتلال، وهي تتعلّق بالمسجد الأقصى والأسرى وضمّ الضفة الغربية والاعتداءات الإسرائيلية تجاه المواطنين في الضفة والقطاع»، وفق مصادر «الأخبار».
من جهتها، نفت مصادر في «حماس»، لـ«الأخبار»، أن يكون المصريون قد عرضوا على الحركة قضايا تتعلّق باستقلالية غزة أو هدنة طويلة الأمد مقابل وضع اقتصادي خاص للقطاع، موضحةً أن «جُلّ الحديث كان عن الوضع السياسي الفلسطيني، والوضع الإنساني والاقتصادي المتردّي في غزة، وكيفية تحسينه ومنع الانفجار خلال الفترة المقبلة». كذلك، نفى عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، صلاح البردويل، في تغريدة على «تويتر»، أيّ حديث عن هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال، مستغرباً حديث البعض عن هكذا هدنة، وواصفاً إيّاه بأنه «كلام فاضي؛ فالاحتلال قانونه المقاومة، والمقاومة قانونها الديمومة حتى الانتصار». وكانت مصادر في «الجهاد» أكدت أن الحركة لم تعطِ أيّ تعهّدات بالمحافظة على حالة الهدوء في ظلّ الحكومة اليمينية المتطرفة، كما لم تتعهّد بالموقف نفسه في حال نشوب حرب مع لبنان أو في الإقليم، ونبّهت إلى أن خياراتها دائماً مفتوحة «لمواجهة الاحتلال وممارسة الفعل المقاومة ضدّه في كلّ وقت ومكان».