وتقول مصادر كردية، لـ«الأخبار»، إن «التصعيد التركي الحاصل هذه الفترة متوقَّع؛ بعد فوز الرئيس التركي، رجب إردوغان، بولاية رئاسية جديدة، وإصراره على العداء للأكراد، وتصفية وضرب مشروع الإدارة الذاتية وقسد في سوريا». وتلفت المصادر إلى أن «القصف لم يترافق حتى الآن مع أيّ تعزيزات أو تحركات ميدانية على الأرض؛ بسبب عدم حصول الأتراك على أي ضوء أخضر أميركي أو روسي لمهاجمة المنطقة حتى الآن»، متوقعاً أن «يُصعّد الاحتلال من هجماته الجوية في محاولة لاستنزاف الإدارة الذاتية وقسد، مع توقع تركيزه على الاستهداف بالطائرات المسيّرة، بما يشلّ حركة الأسايش وقسد وحتى قيادات الذاتية في المنطقة».
لم يترافق القصف التركي، حتى الآن، مع أي تعزيزات أو تحركات برية على الأرض
بالتوازي مع ذلك، أرسل الجيش السوري تعزيزات عسكرية كبيرة إلى خطوط التماس التي تفصله عن مناطق سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، على محورَي ريف حلب وريف إدلب. وضمّت التعزيزات قوات عسكرية من الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى آليات ثقيلة ودبابات ومدافع وناقلات جند ومدرعات، بهدف تعزيز حضور الجيش شمال الطريق الدولي «M4». وانتشرت التعزيزات الجديدة على طول خطوط التماس، من سراقب في ريف إدلب، حتى منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، مروراً بتل رفعت ودير جمال في ريف حلب الشمالي. وتزامناً مع هذا الانتشار، ردّ الجيش السوري والطيران الروسي على قصف «هيئة تحرير الشام» نقاطاً للأول في سراقب وداديخ شرقي إدلب، والفوج 46 وقرية أورم الصغرى في ريف حلب الغربي. وقد استهدف الطيران الروسي ومدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في أطراف إدلب، وبلدة معرة مصرين، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر في صفوف هؤلاء.
ويبيّن مصدر ميداني، لـ«الأخبار»، أن «التعزيزات العسكرية للجيش وصلت إلى محورَين: محور خطوط التماس بين المسلحين وميليشيا قسد، والمحور الآخر في اتجاه إدلب». ويلفت المصدر إلى أن التعزيزات في اتجاه مناطق سيطرة «قسد» «تهدف إلى منع أيّ هجوم تركي جديد على مدن وبلدات الشمال السوري، بعد التصعيد التركي الملحوظ في المنطقة». أما التعزيزات في ريفَي إدلب وحلب المرتبطَين بمناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام»، فهي تهدف إلى «تحصين المنطقة، بعد معلومات عن نية المسلحين شنّ هجمات مباغتة» في الريفَين المذكورين، بحسب المصدر، الذي يؤكد أن «أيّ هجوم على مواقع الجيش سيواجه بحزم».