غزة | وسط صمت وارتياح لدى قيادة السلطة الفلسطينية، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على حاجة دولة الاحتلال إلى هذه السلطة، وضرورة دعمها مالياً لمنع انهيارها، في الوقت نفسه الذي أكد فيه المضيّ في قمع تطلّعات الفلسطينيين إلى الحصول على دولة مستقلّة. وتكشف مصادر في السلطة، لـ«الأخبار»، عقب تصريحات نتنياهو، أن هناك ارتياحاً لدى الرئيس محمود عباس إلى أن حكومة العدو الحالية لا تنصاع لمن يطالبون بإنهاء السلطة، مضيفةً أن الأخيرة لا تزال تعوّل على مزيد من الضغط الأميركي والدولي على تل أبيب لتحريك ملفّ السلام والمفاوضات مستقبلاً. وتَنقل المصادر عن السلطة تقديرها أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي في ما يتعلّق بالوضع الاقتصادي للأولى، يأتي في ظلّ ضغط أميركي، وبناءً على توصيات المنظومة الأمنية في دولة الاحتلال بضرورة المحافظة على السلطة ومنع انهيارها. كما تكشف عن وجود تطمينات أميركية وإقليمية لرام الله تسعى تل أبيب إلى تحسين وضعها الاقتصادي، موضحةً أن هذه التحسينات تتعلّق بتحويل المقاصة إلى السلطة، وزيادة مردود الأخيرة منها، فضلاً عن تمكينها من التربّح من مشروع استخراج الغاز من بحر غزة. وتُبيّن أن المخاوف الإسرائيلية ليست سياسية بالدرجة الأساسية، وأن مردّها الرئيس أمني، حيث تخشى المنظومة الأمنية الإسرائيلية من انهيار السلطة وتصاعد العمليات المسلّحة ضدّ الاحتلال.وكان نتنياهو اعتبر أن هناك «مصالح مشتركة» بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مؤكداً أنه «لا مصلحة لنا في انهيارها، وحيث تعمل وتنجح فهي تقوم بذلك لنا». ووصفت قناة «كان» هذه التصريحات، التي جاءت في سياق جلسة مغلَقة للجنة الخارجية والأمن، بالمفاجئة، خاصة في جزئيتها المتعلّقة بدعم السلطة مالياً. ويُخالف نتنياهو، بكلامه هذا، أطرافاً في حكومته، أبرزهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير «الأمن القومي» إيتمار بن غفير، وهما من ممثّلي المستوطنين في الحكومة، ويتّهمان رام الله بـ«دعم الإرهاب» ويطالبان بحلّها. يُذكر أن حكومة الاحتلال قرّرت، أخيراً، السماح بتطوير حقل «مارين» للغاز قبالة قطاع غزة، على أن تعود عائداته إلى السلطة بهدف إنعاشها مالياً. كما التقى رئيس «الشاباك»، رونين بار، مسؤولين في الأمم المتحدة أخيراً، وحذّرهم من الوضع المتدهور للسلطة، وفقدانها السيطرة على شمال الضفة.
اعتبر نتنياهو أن هناك «مصالح مشتركة» بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية


من جهتها، عقّبت حركة «حماس» على تصريحات نتنياهو بأنها «تؤكد مجدّداً، وبوضوح، أهداف الكيان الفاشي القائم على فكرة الإبادة والتطهير العرقي والاستيطان الإحلالي، بعيداً عن شعارات السلام المزعوم والزائف»، معتبرةً أن هذا الأمر «يستدعي من قيادة السلطة إعادة النظر في التزاماتها مع الاحتلال وفي مسار المفاوضات العبثية ووقف التعاون الأمني معه». ودعت الحركة، الدول العربية، إلى «تفعيل مقاطعة الكيان المحتلّ، ووقف كلّ أشكال التطبيع معه، والذي لم يزده إلّا عدوانية وغطرسة، وفتَح شهيّته على مزيد من الوحشية وسرقة الأرض وانتهاك كرامة الإنسان وحرمة المقدسات»، مطالِبةً «المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة تلك المواقف والتصريحات التي تجاوزت أبسط الحقوق، وانتهكت كلّ القوانين والقرارات ذات الصلة، حتى باتت تهدّد السلم والأمن في المنطقة، ما يُلقي بمزيد من المسؤولية على الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمنظّمات الإقليمية والدولية كافة ذات الصلة».