قطّاع الطرق يصطادون ضحاياهم من المغتربين إلى السعودية بشكل يومي
وما قبل العدوان على اليمن، كانت الرحلة من صنعاء إلى مأرب بالسيارة تستغرق على الأغلب ساعتين إلى ثلاث، عبر ثلاثة طرق: الأول صنعاء - الفرضة - مفرق الجوف - مأرب، والثاني صنعاء - خولان - صرواح - مأرب (أغلق منتصف 2016)، والثالث صنعاء - ذمار - البيضاء - مأرب. وبعد إغلاق الطريقَين الأوّلين، بقي أطول الطرق والرابط ما بين شمال شرق البيضاء وجنوب مأرب، والذي تستغرق الرحلة عبره سبع ساعات، آخر الطرق المعبّدة المفتوحة أمام اليمنيين. إلا أنه نتيجة المواجهات المسلحة في المناطق الواقعة بين البيضاء ومأرب وشبوة خلال النصف الثاني من عام 2021، أُغلق هذا الطريق أيضاً في وجه المسافرين، وهو ما ضاعف معاناة الآلاف من المغتربين الذين أُجبروا على التنقّل عبر طرق بديلة صحراوية أو جبلية، تستغرق الرحلة عبرها 20 ساعة للوصول إلى منفذ الوديعة البري.
أما الرحلة من تعز إلى عدن، فكانت تستغرق ساعتين ونصف ساعة، إلا أن المواجهات التي اندلعت خلال السنوات الماضية في منطقة كرش الواقعة في مديرية القبيطة شمالي لحج، واستهداف طيران «التحالف» في نيسان 2015، جسر عقان الذي يُصنّف كواحد من أكبر الجسور في اليمن بطول 180 متراً، أديا إلى إغلاق الطريق الدولي، ليدفعا المواطنين إلى التنقّل عبر طرق غير معبّدة شديدة الوعورة تستغرق الرحلة عبرها من ثمانٍ إلى عشر ساعات. والأسبوع الماضي، خسر العشرات من اليمنيين أرواحهم على طريق سائلة - القبيطة جراء نزول سيل مفاجئ نتج منه جرف عدد من السيارات القادمة من عدن إلى تعز عشية العيد.
وعلى رغم إغلاق الطريق الشرقي الذي كان يربط بين صنعاء ومحافظة الضالع منذ عام 2018، إلا أن هناك طرقاً بديلة أقل خطورة يسلكها السائقون للوصول إلى الضالع عبر طريق يربط محافظة إب بالضالع.
وكانت صنعاء قد أطلقت خمس مبادرات لفتح ممرات آمنة في عدد من المحافظات، فيما قادت شخصيات اجتماعية عدداً من المحاولات لفتح الطرقات في تعز ، إلا أن تلك المبادرات اصطدمت بحسابات عسكرية ومصالح مادية، بما فيها اتفاق «استكهولم» بخصوص تعز. ونظراً إلى المعاناة الناتجة من إغلاق الطرقات، احتل هذا الملف أولوية المحادثات التي جرت بين الأطراف بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ. ومطلع العام الجاري، قدّم المبعوث الأممي عدة مقترحات أبرزها المبادرة الأخيرة التي طالب فيها الطرفين بالموافقة على الفتح التدريجي للطرقات، داعياً إلى فتح منافذ إنسانية في تعز ومحافظات أخرى.