يبدو واضحاً أن العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين مُنيَ بفشل ذريع، على الرغم من القوة الهائلة التي استند إليها جيش الاحتلال في خلاله. وفي المقابل، خرجت المقاومة من هذه الجولة أكثر قوة بإرادتها وإصرارها ومكانتها التي أجمع عليها الرأي العام الفلسطيني، خاصة أنها جسّدت بإمكاناتها المتواضعة نموذجاً رائعاً من القتال والتكتيكات العسكرية والمناورات، ووحدةً ميدانية بين مقاتليها كافة، مكّنتها من مقارعة قوات العدو وإلحاق الخسائر بها. وعقب انتهاء العدوان، شيّعت جنين، بمدينتها وريفها ومخيمها، الشهداء في موكب مهيب، ظهر الأربعاء، وسط إجماع على خيار المواجهة المسلحة مع الاحتلال، وإعلان البيعة للمقاومة برغم الدمار والخراب اللذين أحدثهما الاحتلال في المنازل والممتلكات العامة والخاصة خلال عمليته.