مقالات مرتبطة
وحدد الحوثي عدداً من الخطوات لإحلال السلام في اليمن، وهي تتمثّل في إعلان وقف العدوان، ورفع الحصار، ودفع التعويضات، وإعمار ما دمرته الحرب، وخصم تكلفة ذلك من أموال الدول المعتدية كما فعل مجلس الأمن في الكويت، أو كما ينوي المسؤولون الغربيون فعله إزاء أوكرانيا. وكان غروندبرغ قد طالب، في إحاطته الأخيرة، جميع الأطراف اليمنية بضمان دفع رواتب موظفي الدولة كافة، مجدّداً الثناء على السعودية باعتبار أنها «تبذل جهوداً في الدفع بعملية السلام في اليمن»، ومرحّباً بفتح الرحلات الجوية لنقل الحجاج من مطار صنعاء إلى المملكة.
تسبّب مشروع بريطاني قدّمته لندن إلى مجلس الأمن بخصوص التمديد لبعثة «الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة» بخلافات روسية – بريطانية
وأبدى مستشار «المجلس السياسي الأعلى»، محمد طاهر أنعم، في حديث إلى «الأخبار»، استغرابه حديث غروندبرغ، لافتاً إلى أن الأخير «مغيّب بشكل كلّي عمّا جرى من محادثات بين صنعاء والرياض»، ومعتبراً أنه «يغرد خارج السرب». وإذ أكد أن «التواصل بين صنعاء والرياض لا يزال مستمراً، على رغم تلكؤ الجانب السعودي في تنفيذ المزيد من خطوات بناء الثقة على الأرض لحسابات مجهولة»، فقد أشار إلى أن «أحاديث مندوبي أميركا وفرنسا وبريطانيا في مجلس الأمن تتفق مع مضمون إحاطة غروندبرغ الأخيرة»، مستنتجاً أن «الدول الثلاث صارت تعمل كفريق واحد مع حكومة عدن التي حظيت بدعم مكشوف منها لإعاقة أي تقدم في المفاوضات». وكان نائب المنسق السياسي في البعثة الدائمة لفرنسا لدى الأمم المتحدة، ألكسندر أولميدو، قد شدد، في كلمته أمام مجلس الأمن، على «ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستئناف المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة للوصول إلى سلام دائم في اليمن»، وجدد مطالبة بلاده صنعاء «بالعدول عن قرار منع تصدير النفط الخام»، واصفاً القرار بأنه مضرّ بالاقتصاد اليمني.
وجاء هذا بالتزامن مع قيام شركة «توتال» الفرنسية المستحوذة على عقود تصدير نحو أكثر من 10 تريليونات قدم مكعّب من الغاز اليمني المسال، بإعادة صيانة منشآت التسييل في ميناء بلحاف في محافظة شبوة عبر شركة صيانة عُمانية. ويرى مراقبون أن «توتال» المتّهمة بارتكاب جرائم تلوث نفطي في محافظتي شبوة وحضرموت خلال السنوات التي سبقت الحرب، تعمل على الضغط على صنعاء ديبلوماسياً، في محاولة منها معاودة إنتاج الغاز اليمني قبل انتهاء أزمة رواتب الموظفين، والتي تحوّلت إلى أهمّ أوجه الخلاف بين «أنصار الله» والأطراف الموالية لـ«التحالف».
في هذا الوقت، تسبّب مشروع بريطاني قدّمته لندن إلى مجلس الأمن بخصوص التمديد لبعثة «الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة» (الأونمها)، بخلافات روسية – بريطانية بشأن اليمن، قبيل طرحه للتصويت. وأوضح تقرير لمجلس الأمن الدولي أن «البعثة الروسية اعترضت على مشروع القرار البريطاني بشأن تمديد مهمة بعثة أونمها المنتشرة في خطوط التماس في الحديدة على الساحل الغربي لليمن»، مشيراً إلى أن «الروس وصفوا القرار بغير المتوازن». وكانت قد بُذلت جهود في مجلس الأمن لاحتواء الخلافات قبيل طرح المشروع للتصويت في جلسة الاثنين، تركّزت على إسقاط نقاط الخلاف التي تضمّنها.