قيادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية طلبت من عناصرها في جنين جمع معلومات عن الأشخاص الذين يحملون السلاح
ونفّذت السلطة، بالفعل، خلال الأسابيع الأخيرة، سلسلة اعتقالات بحق عناصر من حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، بينما كشفت «كتيبة جنين - سرايا القدس»، مساء أول من أمس، عن نقض السلطة اتفاقاً سبق زيارة رئيسها، محمود عباس، لمخيم جنين للإفراج عن المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم مراد ملايشة ومحمد براهمة. وبخصوص هذين الأخيرَين، طالبت مجموعة «محامون من أجل العدالة»، المؤسسات الحقوقية كافة، بالتدخل الفوري للاطلاع على الوضع الصحي للمعتقلَين، معلنةً أن محامي الدفاع لم يتمكّن من زيارتهما على رغم انتظاره مدّة 3 ساعات أمام مركز التوقيف. يأتي هذا بينما يواصل ملايشة، وهو مؤسّس «كتيبة جبع»، إضرابه عن الطعام وشرب المياه بشكل كامل، على خلفية استمرار اعتقاله في سجن أريحا منذ أكثر من أسبوعين. وكانت محكمة الصلح قد مدّدت توقيفه بتاريخ 5 تموز 2023، 15 يوماً بتهمة حيازة سلاح من دون ترخيص، فيما لم يجرِ أيّ استجواب له من قِبَل النيابة العامة. وبحسب «كتيبة جنين»، فإن جهاز الأمن الوقائي اعتقل ملايشة واعتدى عليه حينما كان في طريقه إلى مساندة مقاتلي «كتيبة جنين» في معركة المخيم الأخيرة.
من جهتها، وجّهت «كتائب شهداء الأقصى - الرد السريع» رسالة إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية بضرورة الكفّ عن ملاحقة أبناء الأذرع العسكرية لجميع الفصائل، في حين خرجت، مساء الاثنين، مسيرات حاشدة في عدّة مناطق في الضفة وقطاع غزة، ومن بينها جنين وجبع وبيت لحم، تنديداً بتصاعد القمع الأمني والاعتقالات. وجاءت تلك المسيرات استجابة لدعوة من مقاومي كتيبتَي جنين وجبع، احتجاجاً على استمرار السلطة في اعتقال عدد من المقاومين، وتصميمها على تنفيذ حملة أمنية ضدّ المقاومة في مخيم جنين. في المقابل، انتشرت الأجهزة الأمنية بشكل كبير، ودفعت بتعزيزات عسكرية خاصة إلى داخل جنين، بينما أغلقت بشكل كامل مناطق وسط رام الله ونابلس وطولكرم لمنع المواطنين من الخروج والتظاهر. وأغلق عناصر الأمن ميدان المنارة، مركز مدينة رام الله، وأوقفوا حركة المركبات عبره لمدّة تقارب النصف ساعة، فيما انتشر العشرات من عناصر الشرطة والمخابرات العامة والأمن الوطني في الميدان بالزيَّين العسكري والمدني، ووُضعت متاريس حديدية لإغلاق الميدان. وعلى رغم هذه الإجراءات، فقد سُجّلت تظاهرات حاشدة رأت فيها حركة «الجهاد الإسلامي»، على لسان القيادي فيها سعيد نخلة، تأكيداً للالتفاف الجماهيري حول المقاومة.