سيدعو رئيس مجلس «الأعلى للدولة» إلى إجراء الانتخابات تحت قيادة حكومة الدبيبة
ويأتي ذلك في الوقت الذي يجري فيه أعضاء «الأعلى للدولة» مناقشات موسّعة حول عدة أمور مرتبطة بالخريطة السياسية، ومن بينها مناقشات مع أطراف خارجية. وبدأت المناقشات بعد ساعات من انتخاب المجلس، في الجولة الثانية، محمد تكالة رئيساً جديداً له مطلع الأسبوع الجاري خلفاً لرئيسه السابق خالد المشري. وتجري انتخابات رئاسة المجلس بشكل دوري كل عام، مع انتخاب نائبين للجنوب والشرق، على أن يكون الرئيس والمقرّر من الغرب وفق نظام المحاصصة المعمول به في قيادة المجلس. وسيسعى تكالة، المعروف بقربه من رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، إلى دعم إجراء الانتخابات من خلال الأخير. وبينما تسود التوقعات بأن تكالة سيُعيد علاقات المجلس مع الحكومة خلال الأيام المقبلة بعد قطيعة استمرت شهوراً بسبب خلافات شخصية بين الدبيبة والمشري الذي تبنّى بشكل واضح توجهات مقاربة لمعارضي الدبيبة، ستُلقى عليه مَهمّة تجنّب الانقسامات الداخلية، خاصة مع وجود كتلة تدعم توجهات المشري.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن رئيس المجلس الجديد سيسعى لاختصار الجدول الزمني للعملية الانتخابية بالدعوة إلى إجرائها تحت قيادة حكومة الدبيبة، نظراً إلى دعم الأخيرة ذلك المسار، مع توفير ضمانات لنزاهة العملية ومساعدة مفوّضية الانتخابات في الإجراءات التي ترغب في اتّخاذها. وفي هذا الإطار، من شأن لقاءات تكالة المنتظرة مع الدبيبة - سواء كانت سرية أو علنية - أن تُشكّل محطة مفصلية، بناءً على الوعود التي سيحصل عليها من الرجل. وكانت لاقت مساعي مجلس النواب لتعيين حكومة جديدة يترشّح رئيسها من خلال البرلمان وتكون مسؤولة أمامه عن العملية الانتخابية، معارضة قوية من الأوساط السياسية لما اعتبره البعض محاولة من المجلس لفرض هيمنته السياسية على حساب الأطراف الأخرى.
أمّا ميدانياً، فيحاول الدبيبة احتواء غضب شعبي في مدينة الخمس بعد الاحتجاجات التي شهدتها المدينة احتجاجاً على ضم الميناء التجاري إلى القاعدة العسكرية، وهو القرار الذي يبدو أنه سيكون مضطراً لتجميده مع إغلاق الحركة في عدد من شوارع المدينة.