انتقد سياسيون الحلبوسي لسعيه لمواجهة خصومه من خلال الاستجوابات
بدورها، ترى عضو مجلس النواب، مهدية اللامي، أن «الاستجوابات حالة صحية، وليس فيها خلل أو استهداف للحكومة أو لأي مسؤول، يل هي تدخل ضمن السياق القانوني ويكفلها الدستور، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على متابعة العمل التنفيذي». وتلفت اللامي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «ثمّة قائمة كاملة للاستجوابات والاستضافات التي سوف نباشر فيها خلال الأيام المقبلة»، نافيةً اندراجها «في خانة الصراع السياسي وتصفية الحسابات بين الأطراف المختلفة، وذلك لأنّ العمل النيابي جادّ للوقوف على الأزمات التي يعانيها المواطن، في ظلّ تأخّر إقرار الموازنة وانعدام الخدمات». أمّا رئيسة لجنة التخطيط النيابية، ليلى التميمي، فتقول، لـ«الأخبار»، إنه «من ضمن عملها التشريعي، تأتي الاجتماعات مع الجهات الحكومية ومتابعة المشاريع والخطط من خلال استضافة المسؤولين وطرح بعض التساؤلات عليهم، والتي يتوجّب على تلك الشخصيات الإجابة عنها». وتشير التميمي إلى أن «لجنة التخطيط استضافت مستشار رئيس الوزراء، وكادراً رفيع المستوى من وزارة التخطيط، وغيرهم من المسؤولين، لمناقشة الواقع الخدمي وتنفيذ البرنامج الحكومي، وتسجيل ملاحظاتنا على الإجابات التي تتعلّق بالعمل التنفيذي، وبالتالي سيكون لنا تقرير كامل لتقييم عمل الوزارات والتلكؤ الذي حصل في كلّ وزارة، ولا سيما الخدمية». وتدافع بأن «الاستضافات التي قد تلحقها استجوابات، لم تكن ردّة فعل سياسية، وإنّما أغلبها يجري بشكل مهني واضح، وليس هناك استهداف لطرف بعينه، لأنه بالنتيجة الهدف منها إجراء التقييم للأداء الوزاري، والذي تعهّد به رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في وقت سابق».
ومع تزايد المخاوف من إدخال استجوابات المسؤولين في إطار الصراع السياسي، يرى المحلل السياسي، أحمد المياحي، أن «الخلافات السياسية والانشقاقات التي تحدث داخل ائتلاف إدارة الدولة، قد تتحوّل إلى البرلمان، وذلك من خلال الإقالات وعزل بعض الوزراء والمسؤولين عن مناصبهم». ويعتقد المياحي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «أغلب الاستجوابات غايتها سياسية، أكثر مما هي تشريعية، على رغم أهميتها الشديدة في خلق جوّ من التواصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، لمعالجة المشكلات التي تغصّ بها البلاد، نتيجة الفساد والصراعات السياسية على النفوذ والسلطة». ويتوقّع أن يتوجّه «الإطار التنسيقي إلى البرلمان لاستضافة بعض الشخصيات التي تُعتبر متخاصمة معه لتضييق الخناق عليها وحجبها من المشهد السياسي، فيما سيقوم الحلبوسي بالأمر نفسه لمعاقبة خصومه من خلال استغلاله لمنصب الرئاسة واستجوابهم، وهذا ما قد يحدث مع وزير التربية خلال الأيام القريبة»، معتبراً أن «الاستضافات والاستجوابات صارت وسيلة من وسائل الابتزاز التي تتعامل بها الأطراف السياسية... لأنه من غير المعقول أن تستجوب لجنة الشباب والرياضة مثلاً، وزير التربية».