على مرأى ومسمع مئات التجار والصناعيين المحتشدين في حلب حيث يقام معرض متخصّص للتصدير، في محاولة لتنشيط المدينة التي كانت تمثّل عاصمة اقتصادية لسوريا، أخرج عدوان إسرائيلي مطار حلب الدولي عن الخدمة بشكل مؤقّت، صباح أمس، بعدما جرى استهدافه بصاروخين تسبّبا بتعطيل مدرجاته، ووقوع أضرار مادية يجري العمل على إصلاحها. وأفادت وزارة الدفاع السورية، في بيان، بأن العدوان الإسرائيلي حصل عند «حوالي الساعة الرابعة والنصف من فجر الإثنين (أمس) من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية»، فيما أعلنت «المؤسسة العامة للطيران المدني» في وزارة النقل تحويل الرحلات الجوية المبرمجة عبر مطار حلب إلى مطارَي دمشق واللاذقية. ويُعتبر هذا العدوان الرابع من نوعه على مطار حلب منذ بداية العام، بعد اثنين تمّ تنفيذهما خلال شهر آذار الماضي، وثالث في شهر أيار، ما أدّى إلى خروجه عن الخدمة بضعة أيام قبل أن يعود إلى العمل بعد إجراء عمليات صيانة عاجلة لمدرجه وبعض المرافق التي تضرّرت فيه.ويأتي هذا الاعتداء الرابع في شهر آب على سوريا، في وقت حسّاس بالنسبة إلى الصناعة السورية خصوصاً، في ظل محاولات الصناعيين النهوض بالمدينة عبر احتضانها المعرض الذي يُعتبر من أكبر معارض سوريا ويستضيف نحو 500 رجل أعمال عربي من بلدان مختلفة، من بينها لبنان والعراق والكويت والأردن وغيرها. وبعدما اعتبر رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي، خلال تصريحات على هامش الفعالية، أن المعرض «يسهم في زيادة حركة المطار الجوية وإشغال الفنادق والمطاعم والأسواق، وبالتالي تقديم المساعدة للعاصمة الصناعية»، جاء العدوان الإسرائيلي ليعرقله.
وشهدت الفترة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في الاعتداءات التي تتم عن طريق إطلاق صواريخ من جهة البحر، من دون أن تخترق الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية، لتجنّب إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية، على غرار إسقاط الطائرة التي اخترقت الأجواء الجنوبية من البلاد عام 2018. كذلك، تشكّل منطقة «التنف» التي تتموضع فيها قاعدة أميركية غير شرعية أحد الممرات التي تقوم عبرها إسرائيل بشنّ اعتداءاتها بين وقت وآخر. وهي اعتداءاتٌ تربطها دمشق بالانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش السوري، وتشدّد على أنها تستهدف في المقام الأول الدولة السورية، بعيداً من الأحاديث الإسرائيلية المستمرة عن أنها تستهدف الوجود الإيراني.