غزة | أثار الإعلان غير الرسمي، عن إعادة تفعيل «مسيرات العودة وكسر الحصار»، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، جدلاً واسعاً في أوساط الشارع الغزاوي، إذ ترتبط تلك المسيرات، التي انطلقت للمرّة الأولى في 30 أيلول 2018، واستمرّت طوال عامَين كاملَين، بذكريات لا يزال أهالي القطاع يعيشون آثارها إلى اليوم، خصوصاً أنها تسبّبت باستشهاد نحو 217 مواطناً، وإصابة الآلاف، بينهم المئات من حالات البتر والإعاقة الدائمة، فيما لم تحقّق أيّاً من الشعارات الكبيرة التي رفعتها. ومساء الأربعاء الماضي، أُعلن مجدّداً عن الشروع في تهيئة مخيّمات العودة تمهيداً للبدء في تحريك الفعّاليات الجماهيرية، غير أن الآلية التي تمّ فيها تسريب الخبر، تشي بغياب الإجماع الفصائلي على جدوى استئنافها.وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر قيادية مطّلعة في «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار»، في حديثها إلى «الأخبار»، أن «الهيئة ليست مسؤولة عن بدء تلك المسيرات، ولم تتّخذ قراراً بذلك»، وأن «استئناف المسيرات يحتاج إلى إجماع ونقاش وقرار وطني لم يتحقّق». وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، صالح العاروري، كشف، في مقابلة عبر قناة «الميادين»، عن قيام اللجنة القطرية بإحالة 6 ملايين دولار من المنحة الشهرية، كانت مخصّصة لتغطية رواتب الموظّفين، لمصلحة مشاريع تنموية وإغاثية، لا ترفد موازنة لجنة متابعة العمل الحكومي بأيّ إيرادات، ما تسبّب بأزمة في توفير رواتب الموظّفين الحكوميين.
لم تحقّق «مسيرات العودة» أيّاً من الشعارات الكبيرة التي رفعتها


ورجّح محلّلون أن المنظّمين لهذه المسيرات تقصّدوا إخراج المسيرات بهذا الشكل، حتى يجعلوا الاحتكاك الشعبي محدوداً بحيث لا يرتكب الاحتلال جرائم قتل وإصابة عدد من المتظاهرين تدفع فصائل مقاومة إلى الردّ على هذه الاعتداءات كما كانت عليه المسيرات عام 2018.
في المقابل، قالت مصادر مطّلعة في «حماس» إن «خطوة التلاعب بماهية المنحة، هدفها الضغط على المقاومة في غزة، لانتزاع موقف يقود إلى استعادة الهدوء في ساحة الضفة الغربية المحتلة، لذا: كان قرار التوجّه إلى إعادة تفعيل ورقة المسيرات الشعبية، اضطرارياً، بهدف إجبار الاحتلال ومن خلفه الوسطاء، على دفع ثمن الهدوء الميداني في القطاع، وكسر المحاولة الإسرائيلية لخلط الأوراق، والرد على تصاعد المقاومة في الضفة، بتضييق الخناق على القطاع». وأضاف: «لإعادة المسيرات في هذا التوقيت الميداني الحرج، خصوصية كبيرة، حيث يحاول الاحتلال تصفير الأهداف على طول الحدود مع القطاع، تجمّع المواطنين على الحدود، يجبر جيش الاحتلال على كسْر البروتوكول العسكري المرتبط بنيته التوجّه إلى تنفيذ عمليات اغتيال في غزة، ويعطي فرصة للمقاومة للتنبؤ بالخطوة الإسرائيلية القادمة».