غزة | بالتزامن مع حلول الأعياد اليهودية، ورفع العدو وتيرة تهديداته لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، ونقله رسائل تحذيرية إلى الأخيرة من أن ردّه سيكون كبيراً في حال تنفيذ عمليات فدائية موجعة في الضفة خلال «الأعياد»، تنطلق، اليوم، مناورة «الركن الشديد»، بنسختها الرابعة، في المواقع العسكرية التابعة لفصائل المقاومة في القطاع، وذلك تزامناً مع ذكرى انسحاب الاحتلال من غزة. وجاء إعلان «الغرفة المشتركة» للفصائل عن تنفيذ المناورة، بعدما نقلت إسرائيل، خلال الأيام الماضية، رسائل تهديد عبر الوسيطَين المصري والقطري إلى المقاومة، وهو ما ردّت عليه الأخيرة بأنها «لن تسمح للاحتلال بنقل أزمته في الضفة الغربية المحتلة إلى أيّ جبهة أخرى من الجبهات، وأن ردّها سيكون كبيراً»، بحسب مصادر فصائليّة تحدّثت إلى «الأخبار». وأوضحت المصادر أن المناورة الجديدة تأتي لـ«رفع جهوزيّة المقاومة، وإيصال رسائل ميدانية إلى الاحتلال بأنها جاهزة للتعامل مع أيّ اعتداء أو محاولة لصنع معادلات جديدة». وكانت الفصائل رفعت جهوزيّتها، منذ أسبوعين، في ظلّ تقديرات بأن العدو قد يذهب إلى عمليات اغتيال ضدّ قادة وعناصر منها، سواءً داخل غزة أو خارجها. وفي تفاصيل الاستعدادات للتدريبات الجديدة، أوضح بيان صادر عن «الغرفة المشتركة» أن قيادة هذه الأخيرة أجرت جولة استطلاعية وتفقدية لمواقع المقاومة العسكرية ونقاط الرصد المحاذية للسياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، وذلك في إطار الحفاظ على مستوى عالٍ من الجهوزية. وأشار البيان إلى أنه تمّ خلال الجولة استطلاع مناطق التماس مع العدو، والاطّلاع على سير العمل داخل مواقع المقاومة، والاطمئنان إلى جهوزيّة المجاهدين ومدى فعالية الإجراءات المتّبَعة، ولا سيما أن تلك المواقع تمثّل نقاط المقاومة المتقدّمة داخل منطقة التأمين. أيضاً، أثنت قيادة «الغرفة المشتركة» على يقظة المقاتلين وتفانيهم، ودعتهم إلى رفع مستوى جاهزيتهم.
في هذا الوقت، يقدّر مسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن هناك احتمالاً كبيراً لأن تتركّز موجة العمليات القادمة في منطقة الخليل ومدينة القدس المحتلّتَين. وادّعت «القناة 14» العبرية أن حركة «حماس» في غزة هي التي تحرّض وتوجّه الخلايا المسلّحة في هذه المناطق، ناقلةً عن مسؤول أمني قوله «(إنّنا) سنفعل كلّ شيء حتى لا تنفجر الخليل، وإذا حدث ذلك فسيكون الوضع أصعب من جنين». وأشارت القناة إلى أن الأجهزة الأمنية تقف على أهبة الاستعداد بمناسبة الأعياد اليهودية، مضيفةً أن «التوتّر في ذروته»، و«الكثير من الوقود على الأرض وكلّ ما يحتاجه هو عود ثقاب صغير لإشعال كلّ شيء»، لافتةً إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الفترة الحالية «تتلقّى مئات الإنذارات حول وقوع عمليات»، من مختلف الأنواع من مثل حوادث الاختطاف وإطلاق النار ووضع العبوات الناسفة.
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال، لليوم الثالث على التوالي، اعتداءاتها على الصيادين في بحر غزة، وتحديداً في المنطقة الواقعة بين رفح والحدود البحرية المصرية. وبحسب منسّق «اتحاد لجان الصيادين» في غزة، زكريا بكر، فقد أطلقت زوارق العدو نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مراكب الصيادين، قبل أن تصادر حسكة مجداف كان على متنها اثنان من الصيادين، وتقتادهما إلى جهة مجهولة.