وحول أولويات الزيارة، يوضح مستشار رئيس الوزراء، حسين علاوي، بدوره، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «هناك ملفّات متعدّدة تخصّ وضع العراق وسياسته الخارجية، وكذلك مواجهته للتغيرات المناخية، ومكافحة الإرهاب، ومناقشة خطط التنمية والإعمار والاقتصاد ومواجهة الأوبئة والفيروسات». ويقول إن ثمّة «لقاءات على هامش أعمال الجمعية، مع قادة دول المنطقة العربية والإسلامية، وهذه فرصة لمناقشة وجهات النظر في المواقف السياسية ووضع الحلول المشتركة، والتركيز كذلك على مواصلة مسار الحوارات المستمرة بين العراق ودول الجوار لحلّ القضايا الخلافية معها». ويشير علاوي إلى أن «الحوار أيضاً سيتطرّق إلى انتشار القوات العسكرية على الحدود العراقية، وكذلك مسألة خور عبد الله» المتعلّقة بتنظيم الملاحة مع الكويت.
الحوار سيتطرّق إلى انتشار القوات الأميركية على الحدود العراقية ومسألة «خور عبد الله»
من جهته، يرى عضو اللجنة المالية النيابية عن «الإطار التنسيقي»، معين الكاظمي، أن زيارة السوداني تأتي بالدرجة الأولى للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، وعلى هامشها ستكون هناك لقاءات مع ممثّلي دول عربية وأجنبية ومسؤولي الولايات المتحدة. ويلفت الكاظمي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أنه «سيتمّ التطرق إلى مسار عمل الحكومة العراقية الحالية، وما توصّلت إليه من موازنة ثلاثية ومن برنامج حكومي واستعداد للانتخابات المحلية المقبلة التي من شأنها ترتيب الأوضاع والاتجاه نحو الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي». ويضيف إنه قد تكون هناك مناقشة مع وزارة الخزانة الأميركية لموضوع الدولار وكيفية تسهيل الحركة الاقتصادية في العراق، من خلال تسهيل الحوالات التي يطلقها البنك المركزي.
أما أستاذ العلاقات الدولية، علي الموسوي، فيرى أن «هناك تصوّراً لدى كثيرين أن الولايات المتحدة لم تعترف بحكومة العراق لأنها تمثّل الإطار التنسيقي والأجنحة العسكرية (الفصائل) المدعومة من قِبل طهران»، مستدركاً في حديث إلى «الأخبار» بأن «هذه الزيارة ستعطي تصوّراً لكلّ رؤساء الدول التي تحضر أعمال الجمعية، أن العراق في مرحلة التعافي، ولديه تمثيل خارجي في كلّ المحافل العالمية، بعيداً عن الاستقطابات، فهو بالأمس كان في إيران والسعودية وتركيا واليوم في أميركا. الهدف هو تحقيق المصالح المشتركة». ويقول إن «أولويات الزيارة هي الاتفاقيات الأمنية، ولا سيما التي تتعلّق بالوجود الأميركي، وكذلك ما يتعلّق بالدولار والتزام العراق بالمنصّة التي فرضها الفيدرالي الأميركي على البنك المركزي ومنع تهريب الدولار إلى خارج الحدود، كما سيطلب السوداني دعماً أكثر لحكومته لغرض مكافحة الفساد والإرهاب في البلاد». ويتابع أن «الولايات المتحدة تنظر إلى السوداني على أنه داعم للفصائل المسلحة، وهذا ما يناهض سياستها في الشرق الأوسط. لذا، فقد تكون هناك شروط أميركية عليه مقابل دعم حكومته واستمرارها في أداء مهامها التنفيذية».
في المقابل، يتوقّع السياسي العراقي المقيم في الولايات المتحدة، انتفاض قنبر، أن «رسالة الكونغرس الأخيرة ربّما ستدفع بايدن إلى الحديث عن الخلافات بين إقليم كردستان والمركز في بغداد، وعلى الجميع أن يتذكّر أن الكرد هم حلفاء أكثر قرباً ووفاء للولايات المتحدة. فلذا، أزمة أربيل وبغداد ستطغى على الحوارات بين بايدن والسوداني». ويعتقد، في تصريح إلى «الأخبار»، أن السوداني «ليس قادراً على إيقاف أحزاب في الإطار من تلك التي جاءت به إلى السلطة والتي ترفض تقديم تنازلات لأربيل. فهذه مهمّة صعبة جداً».