القاهرة | ضجّت الأوساط الأميركية بفضيحة ضبط سبائك ذهبية ودولارات "كاش" في منزل رئيس "لجنة العلاقات الخارجية" في مجلس الشيوخ الأميركي، بوب مينينديز، يُعتقد أن مصدرها أجهزة الاستخبارات المصرية. ووجّه المدّعون الفدراليون تهماً إلى السيناتور الديموقراطي بقبول رشى على شكل سبائك ذهبية وأكثر من نصف مليون دولار نقداً، إلى جانب سيارات فارهة وغيرها من الهدايا، فضلاً عن سداد أقساط رهن عقاري من جانب مسؤولين مصريين، مقابل استخدام نفوذه لزيادة المساعدات المقدَّمة إلى القاهرة، إلى جانب إبلاغ بعض المسؤولين المصريين بمعلومات حسّاسة عمّا تجري مناقشته في المجلس من أمور تخصّ مصر.ووفق التقارير الأميركية، فإن نادين مينينديز، زوجة السيناتور، شكّلت حلقة الوصل مع ثلاثة رجال أعمال مصريين مقيمين في الولايات المتحدة، أملوا، من جانبهم، في الحصول على بعض الامتيازات. وفيما رفض السيناتور الاتهامات الموجّهة إليه، واعتبرها بمثابة محاولة لإطاحته، رافضاً الاستقالة من منصبه، حملت لائحة الاتهام الكثير من الأسرار التي لم تُعلَن من قَبل. فإلى العلاقات التي جمعت السيدة مينينديز بالمصريين في واشنطن، تلقّى السيناتور، عبر زوجته أيضاً، طلبات محدّدة من الاستخبارات المصرية، من بينها إتاحة معلومات "حسّاسة للغاية" عن مسؤولي السفارة الأميركية في القاهرة، وهو ما عرّض المذكورين للخطر في مكان عملهم، إلى جانب منْحه مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، أسئلة ستُطرح عليه، لترتيب إجابات عليها حول تفاصيل مرور طائرتيَن أقلّتا فريق اغتيال جمال خاشقجي في الأجواء المصرية.
وارتبط وجه آخر لعملية الفساد، بتحرّك مينينديز لمساعدة رجل الأعمال المصري، وائل حنا، واستضافة اللواء عباس كامل للسيناتور وزوجته في القاهرة وواشنطن. كذلك، تُظهر الاتهامات جزءاً من الخلافات التي ارتبطت بعدم رضا نادين، الزوجة، عن قيمة الرشى التي تحصل عليها، على رغم أنها لعبت دور حلقة الوصل مع وائل حنا، مؤسّس شركة "إصدار شهادات اللحوم الحلال" ومقرّها نيوجرسي، حيث حصلت على فرصة عمل بعدد ساعات أقلّ مقابل راتب كبير. وفي بعض الأوقات، لم تتطلّب المهامّ المسندة إليها حضورها أساساً، وهو ما دفع زوجها إلى مساندة الشركة أيضاً للتربّح إلى جانب الرشى التي حصل عليها، وتضمّنت سداد رهون عقارية. وبحسب لائحة الاتهام التي استندت إلى رسائل أُرسلت من هاتف زوجة السيناتور الأميركي، فإن جزءاً من الخلافات ارتبط بالمقابل المادي الذي تحصّلت عليه، وشعورها في بعض الأحيان بالضيق من عدم تقديرها كما يجب.
شكّلت نادين مينينديز، زوجة السيناتور، حلقة الوصل مع ثلاثة رجال أعمال مصريين مقيمين في الولايات المتحدة


أمّا في القاهرة، فجرى الترويج للأمر باعتباره أكاذيب مرتبطة بفترة التنافس الشديد التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرَّرة العام المقبل، وهي وجهة النظر التي جرى ترويجها على نطاق واسع مع الاستناد إلى أن هذه الوقائع كانت ما بين عامَي 2018 و2021، وهو ما يعني أن هناك هدفاً آخر من إظهارها في الوقت الحالي. وفي سياق تبنّي وجهة النظر هذه، صدرت توجيهات بالاستعانة ببعض الضيوف الأميركيين الداعمين للنظام المصري في وسائل الإعلام المحلّية لتناول الأمر من دون الخوض في التفاصيل، في وقت يُتوقّع أن تكون للأمر تداعيات سلبية على تعامل بعض الشخصيات الأميركية مع الجانب المصري.