دير الزور | نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل الإثنين - الثلاثاء، عدّة غارات على مواقع للجيش السوري والقوات الحليفة في مدينة دير الزور وريفها، مخلّفاً إصابتَين في صفوف الجيش، إضافة إلى خسائر مادية. ويُعدّ هذا العدوان الأول الذي ينفّذه جيش العدو في دير الزور في العام الجاري، وهو يأتي بعد 6 أشهر تقريباً على اعتداء أميركي على مواقع للجيش السوري في المدينة نفسها، وريف مدينة البوكمال. وجاء القصف الجوي الجديد بعد وقت قصير من إعلان إسرائيلي عن قصف دبابات الاحتلال موقعَين للجيش السوري عند الحدود مع الجولان المحتلّ، وبعد 3 أسابيع من عدوان استهدف ريف طرطوس. وفيما لم يعلّق العدو، رسمياً، على الغارات، أوضحت وزارة الدفاع السورية أنه «في حوالي الساعة 23:50، نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً على بعض مواقع قواتنا المسلحة في محيط مدينة دير الزور، وأدّى العدوان إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية». أما وسائل الإعلام التابعة للمعارضة المسلّحة، فقد ذكرت أن «الهجمات طاولت مواقع للجيش السوري وقوات مدعومة من إيران في كل من الهري ومعبر البوكمال، وحي هرابش في مدينة دير الزور»، فيما أفادت مصادر ميدانية، «الأخبار»، بأن «الهجمات وقعت على الطريق الرابط بين مدينة دير الزور والمطار العسكري، بالإضافة إلى محيط معبر البوكمال ــــ القائم الحدودي، وطريق الهري ــــ البوكمال».
يسود اعتقاد بأن الأميركيين يقدّمون المعلومات الاستخباراتية للإسرائيليين


ولا تزال هذه المنطقة الحدودية محلّ تنازع بين مختلف الأطراف، وخصوصاً الحكومة السورية وحلفائها من جهة، والعدو الإسرائيلي والقوات الأميركية من جهة أخرى. والظاهر أن الولايات المتحدة التي نفت عدة مرات أخيراً، أيّ نوايا لديها لشنّ عمليات عسكرية على الحدود السورية ــــ العراقية، تُعيد التلويح بإمكانية دفع تل أبيب إلى تنفيذ هذه المهمّة عنها، وقطع طريق بغداد - دمشق، أو التأثير عليه بالنار، من خلال الاعتداءات الجوية. ويسود اعتقاد بأن الأميركيين يقدّمون المعلومات الاستخباراتية للإسرائيليين، انطلاقاً من القواعد الأميركية المنتشرة في ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق سيطرة الجيش السوري، وبالقرب من مدينة البوكمال على الحدود السورية ــــ العراقية.
كذلك، يربط مراقبون بين الاستهداف الإسرائيلي المدعوم أميركياً، في المنطقة، واتهام «قسد» وواشنطن، بطريقة مباشرة أو مواربة، الجيش السوري وحلفاءه بتسهيل مرور مقاتلين وأسلحة دعماً للعشائر العربية المشتبكة مع مقاتلي «قسد»، شرقي الفرات. وفي حين تسعى واشنطن إلى إحباط أي محاولات سورية، لتشكيل أو دعم أي قوات عسكرية من الممكن أن تشكل خطراً على الاحتلال الأميركي في شرق الفرات وقاعدة التنف، فهي تنأى بنفسها عن أي استهداف مباشر لمواقع الجيش السوري أو حلفائه، بهدف تجنّب استهداف قواعدها في شرق البلاد، كما حدث سابقاً في عدّة مرّات.