مرّة أخرى، وفي ليلة لن تكون الأخيرة، تحوّل شمال الضفة الغربية المحتلّة إلى ساحة معركة مفتوحة، امتدّت من نابلس إلى طولكرم، وطغت فيها أصوات العبوات الناسفة والرصاص الكثيف على هدير جرافات «D9»، فيما العبوات الحارقة أضاءت عتمة سمائها، والتي كانت تتسلّل تحت جناحَيها قوات الاحتلال الخاصة ومعها جموع المستوطنين. هكذا، خرجت وحدات المستعربين من مخيم طولكرم وهي تجرّ أذيال الخيبة، مثخنةً بالخسائر والإصابات، ومبدِّدةً وهْمَ قادة أجهزة الاحتلال الأمنية بأنهم قادرون على اجتثاث المقاومة، ليجد رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، نفسه، مجدّداً، مضطرّاً إلى تكرار أسطوانة اتّهام إيران بالمسؤولية عن تصعيد المقاومة، في محاولة لتبرير هذا العار الذي لحق بجنود النخبة على مرأى مستوطنيه ومسمعهم.