حسم مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، الجدل الذي أثارته اتهامات إسرائيل والولايات المتحدة لإيران بالوقوف خلف عملية «طوفان الأقصى»، معتبراً أن «من يقولون إن طوفان الأقصى عمل غير فلسطيني عالقون في حسابات خاطئة»، وواصفاً ما حدث يوم 7 تشرين الأول بأنه «زلزال مدمّر يؤشّر إلى فشل استخباراتي وعسكري لا ييستطيع الكيان الصهيوني ترميمه».ومنذ الساعات الأولى للعملية، السبت الماضي، انخرط مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، يؤازرهم الكثير من المحلّلين، في حملة استهدفت تصوير ما يجري على أنه رسالة إيرانية، من بين أهدافها الإطاحة بعملية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، قبل أن يستقر الرأي الأميركي أخيراً على أنه لا يوجد دليل على تورّط إيران في التخطيط للعملية. في المقابل، أعاد خامنئي، خلال رعايته مراسم تخرّج مشتركة لدفعة جديدة من طلاب جامعات ضبّاط القوات المسلحة، العملية إلى تجاوز جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين كل الحدود، وقال إن «هذه الکارثة هي نتيجة أفعال الصهاينة أنفسهم، فعندما تجاوزت جرائم الصهاينة الحدود، كان عليهم انتظار الطوفان»، متسائلاً: «ماذا فعلتم بالشعب الفلسطيني؟». وأكّد «أننا ندعم فلسطين ومقاومتها ونقبّل سواعد الشباب الفلسطيني الشجاع الذي خطّط ونفّذ عملية طوفان الأقصى»، مضيفاً أن «هذا الزلزال المدمّر تمکّن من تدمير بعض الهياكل الأساسية لحكم الکیان الغاصب، والتي دمّرتها عملية المقاومة في 7 تشرين الأول، ولا يمكن إعادة بنائها بسهولة». وحمّل المرشد الإيراني مسؤولية ما يجري لـ«الحكومة الحالية التي تحكم الكيان الصهيوني»، قائلاً إن «العمل الشجاع والمتفاني الذي قام به الفلسطينيون كان رداً على جريمة العدو الغاصب، التي تكثّفت في الأشهر الأخيرة».
خامنئي: الأيام التي كان البعض يسعى فيها لرفع مكانته في فلسطين من خلال إجراء محادثات مع مسؤولي الكيان، ولّت.


وفي استباق لما يمكن أن يحصل من جرائم إسرائيلية إضافية بحق الفلسطينيين رداً على عملية «طوفان الأقصى»، اعتبر أن «على هذا الكيان وقادته وداعميه أن يعلموا أن مواصلة الجرائم ستلحق بهم بلاء أكبر والرد سيكون صفعة أثقل». وأشار إلى أن «العدو الخبيث الظالم يلعب دور الضحية بعد تلقّيه الصفعة، لكن لا يمكن لأحد أن يرسم على وجه هذا الوحش الشيطاني تعابير الضحية المظلوم... هذا الکیان مغتصب وظالم ومعتد وجاهل وكذّاب. ولیس مظلوماً». ورأى أن لعب إسرائيل دور «المظلوم» هدفه ممارسة مزيد من الظلم ضد الفلسطينيين، منتقداً الدعم الأميركي للكيان، قائلاً إن «آخرين، بمن في ذلك المستكبرون، يساعدون الکیان الصهیوني، لکنّ قیام الكيان بلعب دور المظلوم هو كذب مئة في المئة ومخالف ومغایر للواقع»، متابعاً أن «کیان الاحتلال يلعب دور الضحية كذريعة ليتمكّن من ممارسة مزيد من الظلم المتمثّل في العدوان على غزة، وقصف منازل المدنيين، والقیام بالمذبحة والقتل الجماعي لسكّان غزة، فهو يريد تبرير هذه الجرائم بعيش دور الضحية. وهذا أيضاً حساب خاطئ».
كما انتقد من يتفاوضون مع إسرائيل من الفلسطينيين، قائلاً إن «الأيام التي كان البعض يسعى فيها وراء رفع مكانته في فلسطين من خلال إجراء محادثات ولقاءات مع مسؤولي الكيان الظالم المحتل، ولّت. الشباب الفلسطينيون يتحلّون باليقظة ويعملون بمهارة كاملة».