القاهرة | حفلات وأنشطة فنية عدّة أعلن القائمون عليها عن تأجيلها بسبب ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما يستمرّ عرض مسلسلات ومسرحيات مصرية، على استحياء، من دون دعاية مبالغ فيها. المزاج الشعبي مندمج مع ما يحدث في فلسطين، وهو سعيد بالنتائج التاريخية وحزين على شهداء غزة. بالتالي، لم يكن ممكناً استمرار الجداول الفنية كما هي من دون تغيير، ولكن التأثير الأكبر طال «مهرجان الجونة» في دورة العودة التي تأجّلت أسبوعين. وسط احتمالات متزايدة لإلغائها تماماً.منذ إنطلاق عملية «طوفان الأقصى» فجر السبت الماضي، بدأت الهمسات تنتشر في الوسط الفني المصري عن موقف إدارة «مهرجان الجونة السينمائي» من الحدث. فيما كان الصحافيون ينتظرون رسالة إلكترونية بموعد تحرّك الطائرة نحو مطار الغردقة صباح الجمعة لانطلاق الفعاليات، طرحت سيناريوهات عدّة مثل إظهار التضامن على السجادة الحمراء، أو عدم بثّ الحفلة على الهواء مباشرة، وغير ذلك من ترجيحات. لكن يبدو أنّ إدارة المهرجان لم تجد بديلاً عن التأجيل، رغم إطلاق مديره، انتشال التميمي، تصريحات صباح الثلاثاء الماضي تنفي التأجيل.
لكن يبدو أن إدارة المهرجان، قرّرت تفادي أيّ انتقادات، وأصدرت بيان التأجيل الذي لم يَعلم به معظم العاملون في الدورة والمتواجدون في الجونة إلا بعد وصوله إلى الصحافيين. البيان نفسه كان مثيراً للجدل لأنه لم ينحز علانيةً للفلسطينيين، وكانت عباراته عائمة ونسخته الإنكليزية مغايرة للعربية. في النسخة العربية، تحدّث عن أن سبب التأجيل هو «الاضطرابات والأحداث المؤسفة»، أي وصف عملية الهجوم على قطاع غزة بالحدث المؤسف! المهرجان الذي يرفع شعار «من أجل الإنسانية» منذ دورته الأولى، أنهى بيان التأجيل بعبارة «دعونا نعطي فرصة للسلام أن يسود» من دون توضيح ما هو «شكل السلام» الذي تتمنّى إدارة المهرجان أن يسود، بعدما أعلن عن انعقاد الدورة في موعدها الجديد في 27 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، مع تقليص عدد أيامها إلى سبعة بدلاً من ثمانية أيام.
أما في النسخة الإنكليزية من البيان، فأُضيفت عبارة «في ظلّ الظروف المقلقة جداً التي أدّت إلى إزهاق أرواح بريئة». ورغم تأكيد العاملين في المهرجان أنّ كل شيء مستمرّ والدورة ستقام في موعدها الجديد، لكن الكل يترقّب هدوء الأمور في الأراضي المحتلة، لأن استمرارها لمدة أطول يعني إلغاء الدورة تماماً، لتكون السنة الثانية على التوالي التي لا يقام فيها المهرجان، منذ أزمات وقعت في الدورة الخامسة عام 2021.
إلى جانب ذلك، جاء تأخير المهرجان ليضرب أجندة باقي المهرجانات، ويؤثر في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الذي كان منتظراً أن يقيم مؤتمره الصحافي نهاية هذا الشهر، بعد انتهاء دورة مهرجان الجونة يوم 20 تشرين الحالي. وهو ما تغيّر بالكامل.
بالتالي بات السؤال: هل سيقدّم «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» موعد مؤتمره الصحافي ليقيمه قبل 27 تشرين الحالي أم سيؤجل المؤتمر تماماً، انتظاراً لمصير الدورة الخامسة والأربعين المزمع انطلاقها في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ليس بسبب تداعيات «طوفان الأقصى» فقط، وإنما لأن حملات المرشحين لانتخابات الرئاسة المصرية ستكون في ذروتها منتصف الشهر المقبل، ويقام المهرجان على بعد 500 متر من ميدان التحرير؟ الأسئلة نفسها تطال «مهرجان الموسيقى العربية» الذي ينتظر القائمون عليه حالياً اتخاذ قرار نهائي وفقاً لمجريات الأمور في غزة وباقي الأراضي المحتلة.