بغداد | يعتقد بعض المقرّبين من «التيار الصدري» أن الخيار العسكري بالنسبة إلى التيار «قيد الدراسة» في حال تطوُّر الأحداث في فلسطين، وخصوصاً في ظلّ رفض الوجود الأميركي على الأراضي العراقية. ويأتي ذلك وسط حشد «الصدري» لتظاهرة «مليونية» يوم غد، مناصرةً للمقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تخطيط عملياتي لإيصال المساعدات الإغاثية والتبرّعات المالية إلى قطاع غزة. وكان زعيم التيار، مقتدى الصدر، قد دعا العراقيين، الإثنين والثلاثاء، عبر بيان ثم مؤتمر صحافي، إلى «مساندة الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل». كما نشرت منصات مقرّبة من "الصدري" مقاطع فيديو مؤرشفة لمقاتلي «سرايا السلام»، (جيش المهدي سابقاً)، وهم ينفّذون عمليات عسكرية ضدّ الأرتال الأميركية التي كانت تجوب شوارع البلاد، فيما لمّحت بعض القيادات إلى إمكانية عودة استهداف القواعد العسكرية للولايات المتحدة، نصرةً للقضية الفلسطينية ضد الاحتلال.
استعدادات كبيرة من أجل الزحف المليوني في بغداد غداً (أ ف ب)

وعن إمكانية مشاركة «سرايا السلام» في القتال مع المقاومة الفلسطينية، يوضح قيادي في التيار، تحدّث إلى «الأخبار» مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن «القرار يعود إلى توجيهات السيد مقتدى الصدر بهذا الخصوص، ونحن جاهزون في حال وجّه بذلك، لأننا نرفض الأعمال الوحشية التي يقترفها الكيان الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني». ويؤكد أن «الخيارات كلّها موجودة ومنها العسكرية، في حال استمرت الحرب ضدّ فلسطين التي تعاني الويلات منذ عقود، لكن وكما يدرك الجميع، قد تواجه الفصائل جميعها وليس فقط التابعة للتيار، صعوبة في الوصول إلى هناك». ويشير القيادي الصدري إلى «بذل جهود لغرض إيصال المساعدات والتبرّع بالأموال للشعب الفلسطيني المحاصَر من قبل الكيان الصهيوني، وهذا ما ذكره السيد مقتدى الصدر في كلمته، لكن أولاً سنقوم بالتضامن الشعبي الذي يُعتبر رسالة ثورية إلى العالم مضمونها الرفض للجرائم الصهيونية وقتل الأرواح البريئة». أمّا عن إمكانية استهداف القواعد الأميركية في العراق، فيقول القيادي إن «التيار الصدري هو أول من قارع الاحتلال منذ عام 2003، ولديه بطولات ملحمية في دحر الأميركان، لكن حتى الآن لا يوجد أي قرار من المراجع العليا بضرب أو قصف الثكنات الأميركية».
من جانبه، يؤكد المتحدث باسم «سرايا السلام»، مرتضى البهادلي، لـ«الأخبار»، أن «هناك استعدادات كبيرة على قدم وساق من أجل الزحف المليوني لنصرة القضية الفلسطينية من جميع المحافظات العراقية الجمعة، في ساحة التحرير في بغداد بعد الصلاة الموحدة». ويلفت إلى أن «لجاناً شُكّلت في كلّ محافظة تتكوّن من آمر لواء سرايا السلام ومسؤول البنيان المرصوص ومتابع صلاة الجمعة في المحافظات كافة لغرض التنظيم والالتزام بالتعليمات الصادرة، ومنع رفع أيّ شعار أو علم غير الفلسطيني والعراقي والحفاظ على مركزية التحرّك». ويتوقّع البهادلي أن «تشهد بغداد أعداداً مليونية، كما هو معروف عن تظاهرات التيار الصدري المناصرة للقضية الفلسطينية، للوقوف مع أخوتنا في غزة ودعم صمود وشجاعة المقاتلين ضد العدو الصهيوني المغتصب لأرض القدس شريف». أما عن الاستعداد للقتال، فيقول إن «الخيار بيد القائد السيد مقتدى الصدر. هو من يقرّر، وما علينا إلا التنفيذ متى ما أمر».
منصات مقرّبة من التيار تتداول مقاطع فيديو لاستهدافات سابقة للقوات الأميركية

ويلفت إلى أن «خطابنا واضح ومعروف ومركزي ونوافذ الخبر موثقة»، في إشارة إلى مقاطع الفيديو المؤرشفة التي نشرتها منصات "صدرية" للتلميح إلى عودة استهداف المصالح الأميركية في العراق.
ويشير الناشط الصدري، عصام حسين، بدوره، إلى أن الجماهير العراقية تتحضّر لفعاليات شعبية مليونية، تدعم عبرها الشعب الفلسطيني، كما أن «هناك تحضيرات للدعم اللوجستي كالماء والغذاء وغيرهما، عن طريق قوافل تتجه من العراق إلى قطاع غزة المحاصر». ويضيف حسين، في تصريح إلى «الأخبار»، «أننا ننتظر إلى ما بعد الجمعة. بالتأكيد ستكون هناك كلمة جديدة للصدر وفيها قرارات مهمة ومفاجئة للكل. أما الخيار العسكري حالياً فيرجع إلى قيادة سرايا السلام والسيد مقتدى، ووفقاً للظروف المؤاتية لإرسال المقاتلين إلى غزة». لكن الصحافي العراقي، أحمد حسين، يعتقد أن احتمالات تدخّل «التيار الصدري» بشكل عسكري في قضية فلسطين، «قد تكون ضئيلة، لأن التيار خارج محور المقاومة في الوقت الحالي، وسابقاً كان متوقعاً أن يتدخّل في سوريا ولم يذهب».
ويضيف أن «التيار سيكون دوره فقط إعلامياً وتحشيدياً عبر التظاهرات، ويمكن أن يُصار إلى إطلاق حملة لجمع التبرعات وإرسالها إلى الشعب الفلسطيني، لكن مشاركة سرايا السلام أو تنظيم صدري آخر في القتال مستبعدة في هذه المرحلة، وخاصة بعد تريّث فصائل المقاومة الأخرى في الأمر». ويرى أن الصدر «قد يضغط على الحكومة ليكون لها دور أكبر في دعم القضية الفلسطينية، والتوجّه إلى المحافل الدولية لرفض الاحتلال سواء أكان الإسرائيلي أو الوجود الأميركي في البلاد».