صنعاء | مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، احتشد الملايين من اليمنيين في تظاهرات شملت 13 محافظة واقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء. وتواصلت التظاهرات من الصباح الباكر حتى المساء ضمن «جمعة الطوفان»، بحسب البرنامج الذي أعدّته اللجنة الحكومية المنظِّمة للفعاليات، وجرت في 31 ساحة في العاصمة والمحافظات، إضافة إلى عشرات الوقفات الاحتجاجية التي أقيمت عقب صلاة الجمعة في مختلف المديريات. وأكد المشاركون في تلك الفعاليات تأييدهم خيارات المقاومة المشروعة كافة في غزة.وبعدما شهدت محافظات صعدة وحجة وعمران ودمت والضالع وريمة تظاهرات صباحية عارمة نصرةً للشعب الفلسطيني، خرجت عصراً مسيرات حاشدة في صنعاء تعدّ الأكبر من نوعها تضامناً مع الغزيين. وأُلقيت في المسيرات كلمات لقيادات حكومة صنعاء ومسؤولين كبار في حركة «أنصار الله»، فيما كانت أيضاً كلمة لممثّل حركة «حماس» في صنعاء، معاذ أبو شمالة، الذي شكر اليمنيين لموقفهم الثابت في نصرة القضية الفلسطينية، والذي عبّر عنه قائد «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، بتأكيده الاستعداد لإرسال مئات الآلاف من المقاتلين إلى فلسطين إذا تأمّن الممر الذي يوصلهم إلى هناك، وبذْل كلّ ما يُستطاع لنصرة الفلسطينيين ورفع الظلم عنهم، حتى لو بقصف المدن المحتلة بالصواريخ والمسيّرات البعيدة المدى.
الحوثي يتابع بشكل يومي تطورات العدوان على غزة، كما كان يتابع تطورات العدوان على اليمن


وأكد المشاركون في مسيرة صنعاء، في بيان صادر عنهم، دعمهم الكامل للمقاومة الفلسطينية. وجاء في البيان أن صنعاء «تقف موقف الجهاد إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة، بالسلاح والرجال والمقاتلين والإمكانات في مواجهة العدو الصهيوني». وأضاف إن «صنعاء حاضرة للمشاركة الفعلية وإرسال مئات الآلاف من المجاهدين للدفاع عن فلسطين والشعب الفلسطيني والمقدّسات»، معلناً التأييد الكامل لأيّ قرار يجده قائد «أنصار الله» مناسباً في إطار التنسيق مع محور المقاومة. وفي الوقت ذاته، باركت العشرات من الوقفات الاحتجاجية في العاصمة، عملية «طوفان الأقصى». وأعلن المشاركون فيها جاهزيّتهم لأيّ خيارات تتّخذها قيادة «أنصار الله»، مجدّدين «الموقف الثابت لأبناء الشعب اليمني الداعم للقضية الفلسطينية والعمليات البطولية التي تنفّذها المقاومة ضد العدو الصهيوني، باعتبار القضية الفلسطينية القضية المركزية والأولى للشعب اليمني والأمة». ودعت التظاهرات الشعوب العربية والإسلامية الحرّة إلى الخروج من حالة الصمت، والمبادرة إلى دعم الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، محذّرةً أميركا من التدخل المباشر في الحرب، لأن مصالحها ستصبح في هذه الحالة هدفاً مشروعاً لصواريخ محور المقاومة.
من جهته، أكد عضو وفد صنعاء المفاوض، عبد الملك العجري، أن الحوثي «يتابع بشكل يومي تطوّرات العدوان الصهيوني على غزة، كما كان يتابع تطورات العدوان على اليمن»، مضيفاً، في تغريدة على منصة «X»، إن «هذه المتابعة ليست رغبة في الحرب ولا أشراً، بل هي شعور بواجب أصيل، وانطلاقاً من عقيدة راسخة لا تعفي أيّ عربي أو مسلم أو إنسان حرّ وسويّ من مسؤوليته، بقدر ما يستطيع، تجاه أعدل وأشرف قضية في العالم الحديث».