ووفق مصادر مطّلعة، تحدّثت إلى «الأخبار»، تشترط مصر إعادة تشغيل المعبر بشكل اعتيادي من الجانب الفلسطيني، بالتزامن مع تشغيله من الجانب المصري، في ظلّ اقتناعها بأن وجود أكثر من 500 أميركي في غزة ينتظرون العبور إلى الجانب المصري، يمثّل أداة ضغط جيّدة على حكومة الاحتلال التي ترفض إلى الآن السماح بإدخال أساسيات الحياة إلى القطاع. وأبدت مصر، أمس، مرونة في ما يتعلّق بإدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، عبر الموافقة على عمليات تفتيش المساعدات التي تتذرّع بها إسرائيل، بينما رفضت استخدام المعبر نفسه لعمليات الإجلاء من القطاع والتي تتابعها سفارات غربية، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف، وخاصة بعد توقف المفاوضات المصرية - الإسرائيلية المباشرة في الساعات الماضية، ومغادرة الوفد الأمني الإسرائيلي القاهرة من دون التوصّل إلى نتائج تُذكر. وبحسب المصادر المصرية، فإن القاهرة تشترط تشغيل معبر رفح من الجانبَين بوتيرة تتناسب مع الاحتياجات اليومية، والتي لا تقتصر على إدخال المساعدات فقط، بل تمتدّ لتشمل إخراج المصابين الذين يحتاجون إلى علاج متقدّم لا يتوافر في مستشفيات غزة، إلى جانب التعامل مع الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى مستلزمات طبّية يُفترض إرسالها بشكل فوري إلى القطاع.
تعتقد مصر أن التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي أمرٌ شبه مستحيل
ووفق المصادر نفسها، فإن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيَحضر إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمّة الطارئة بشأن غزة، والتي ستجمعه مع عدد من قادة المنطقة، من بينهم ملك الأردن ووليّ العهد السعودي وأمير قطر، فيما يُحتمل توسيعها لتشمل قادة من دول أوروبية، من بينهم الرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني، والمستشار الألماني، فضلاً عن ممثّلين من دول أخرى. ويرتقَب أن تُعقد القمة بعد زيارة بايدن لكيان الاحتلال، بينما بدأت القاهرة التنسيق للقاء الذي سيسبقه وصول مسؤولين عرب إلى القاهرة قبل يوم من وصول بايدن إليها، للتشاور. وبحسب المصادر، فإن مصر تعتقد أن التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي أمر شبه مستحيل، لكن من الممكن بالنسبة إليها التوصّل إلى هدنة إنسانية، في حين تتزايد وتيرة الشدّ والجذب مع دولة الاحتلال التي تتمسّك بإحكام الحصار على القطاع، أملاً باستعادة أسراها «بلا قيد أو شرط»، وهو ما لا تراه القاهرة قابلاً للتحقّق.