معركة «طوفان الأقصى» ليست المحطّة الوحيدة التي ساند فيها الممثل والمنتج الأميركي، جون كوزاك، الفلسطينيين وأدان الوحشية الإسرائيلية في حقّهم. فعل ذلك مراراً، من بينها في محاولات التهجير القسري في حي الشيخ جراح في القدس المحتلّة في عام 2021.منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، يُعلي بطل فيلم Love & Mercy (عام 2014) الصوت على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً X (تويتر سابقاً) و إنستغرام، إزاء جرائم قوّات الاحتلال في حقّ أهالي غزّة، في وقت لا يجرؤ فيه كثيرون من نجوم هوليوود على الوقوف في المقلب المواجه للإسرائيليين.
لم تمنعه الضغوط التي تُمارس عليه، خصوصاً من اللوبي الصهيوني في هوليوود وما قد يعنيه هذا من أثمان مهنية، من تسليط الضوء على الإجرام الذي يلحق بالمدنيين الفلسطينيين في «أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم»، وازدواجية المعايير التي يمارسها الغرب تجاه معاناتهم والظلم اللاحق بهم، فضلاً عن انتقاد أداء الميديا الغربية واعتمادها نهج التضليل وتمييع الحقيقة منذ اليوم الأوّل.
ومن ضمن رسائل التضامن التي بعثها كوزاك أخيراً، منشور روى فيه تجربته أثناء المشاركة في تظاهرات داعمة لفلسطين في شيكاغو في 15 الشهر الحالي: «... كل ما سمعته هو المطالبة بتحرير فلسطين من الاحتلال العنيف، بالإضافة إلى قلق الناس على أهلهم والمقربين منهم الذين يعيشون من دون ماء ولا طعام ولا كهرباء، ومعاناة الناس الذين يؤمرون بالرحيل قبل أن يتعرّضوا للقصف أينما رحلوا». وفي إطار حديثه عن الشعب الفلسطيني، قال: «يفضّلون الموت وهم يحاربون من أجل الحرية بدلاً من العيش في سجن، وعندما يدافعون عن أنفسهم، يتهمونهم بالإرهاب». وفي موازاة ذلك، يحرص جون على الإضاءة على الانتهاكات المرتكبة في حقّ الفلسطينيين، وعدد الشهداء الأطفال على يد آلة الحرب الإسرائيلية. علماً أنّ أحد متابعيه وضع ما يفعله في إطار «الشجاعة»، ردّ: «أن أقول حقيقة الوضع وأسرد السياق التاريخي وأن أدين كل من يرتكب جرائم حرب بلا شروط، هذه ليست شجاعة، بل هي إيمان بالعدالة».
لم يخضع لضغوط اللّوبي الصهيوني في هوليوود


ومن أبرز ما نشره نجل المخرج ديك كوزاك في الساعات الماضية، يرتبط بزيارة رئيس بلاده جو بايدن إلى الأراضي المحتلة في أعقاب المذبحة التي اقترفتها إسرائيل في «مستشفى المعمداني» في غزّة وأوقعت حوالى 500 شهيد فلسطيني. اعتبر جون أنّ الزيارة «كارثية»، لافتاً إلى أنّ الرئيس حضن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو علناً، رغم أنّ الأخير يتحدّث «لغة الإبادة الجماعية». ولفت إلى أنّ بايدن أبدى تعاطفه واهتمامه بـ «الضحايا الإسرائيليين» حصراً. وتابع: «كان في إمكانه (بايدن) أن يطلب مقابلة وفد فلسطيني، وكان في إمكانه أن يطالب بوقف إطلاق النار للحؤول دون موت مليوني شخص بشكل عاجل بسبب القصف أو المجاعة... لن تكون هناك أي فرصة لاستعادة احترام المنطقة إلا إذا توقف القصف وتدفقت المساعدات غداً... الآن الجميع يرون بايدن ونتنياهو متّحدَيْن في استمرار سفك الدماء والمجازر».