مشهد التضامن مع فلسطين في العالم كان عارماً، أمس، في يوم الجمعة الأول بعد مذبحة مستشفى "المعمداني" في غزة، وجديده تَمثّل في خروج مسيرات في عواصم خليجية؛ منها الدوحة ومسقط والمنامة، فضلاً عن الكويت التي تشهد تحرّكات شبه يومية.وسارت تظاهرة حاشدة في الدرازة شمال العاصمة البحرينية المنامة، تضامناً مع الفلسطينيين في القطاع، فيما طالب المشاركون فيها الحكومة، التي تقيم علاقات مع دولة الاحتلال، بقطعها. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً قُدّم على أنه لإحراق سفارة إسرائيل في المنامة، لكن تبيّن أنه مقطع قديم لإحراق مركز للشرطة خلال الانتفاضة، علماً أن مقرّ السفارة يقع في برج مرتفع.
خرجت تظاهرة ثانية أمام سفارة إسرائيل في عمّان توازياً مع انطلاق مسيرة إلى الحدود


وفي مسقط، رفع مشاركون في تظاهرة دعم للفلسطينيين الأعلام الفلسطينية، بينما سُجّلت مسيرة مماثلة في الدوحة. أمّا الكويت، فهي تشهد تحرّكات شبه يومية تضامناً مع فلسطين، وتتّخذ قيادتها السياسية موقفاً منسجماً مع الموقف الشعبي، يُترجِم إدانة لما يقوم به الاحتلال في غزة، وجمع تبرّعات وإرسال مساعدات إلى مصر تمهيداً لإدخالها إلى القطاع. واستُثنيت من مشهد التظاهرات الخليجية المدن السعودية والإماراتية حيث يُمنع أيٍ نوع من التظاهر، ويُعاقب من يشارك في أيّ مسيرة مهما كان نوعها، في إطار سياسة القمع التي ينتهجها نظاما البلدين.


وفي عمّان، شارك آلاف الأردنيين في تظاهرات ضمن فعاليات «طوفان الأردن»، من بينهم أكثر من خمسة آلاف في تظاهرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط المدينة، وحمل المشاركون فيها أعلاماً أردنية وفلسطينية، وأطلقوا هتافات تدعم المقاومة. وفي منطقة الرابية بالقرب من السفارة الإسرائيلية، تجمّع مجدداً أكثر من 1500 شخص عقب صلاة الجمعة وسط انتشار أمني كثيف، وذلك لليوم الثاني بعدما شارك نحو 5 آلاف متظاهر مساء أوّل من أمس، في مسيرة على مقربة من السفارة. أيضاً، تجمّع نحو 2500 شخص في منطقة ناعور، غرب عمان، محاولين الوصول إلى حدود الأردن مع الأراضي الفلسطينية، لكن قوات الأمن أغلقت الطرقات المؤدية إلى الأغوار والبحر الميت، فصلّى هؤلاء الجمعة في الموقع الذي وصلوا إليه. كما شارك مئات الأردنيين في تظاهرات في كلّ من: محافظات الطفيلة والكرك (جنوبي عمان) وإربد والمفرق (شمال) والعقبة (جنوب).
وامتدّت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين عبر العالمَين العربي والإسلامي، وصولاً إلى أوروبا وأميركا وأفريقيا، وشملت كلّاً من: تونس وسوريا والصومال وإندونيسيا وباكستان وجنوب أفريقيا وفرنسا وتشيلي وغيرها.