مع استمرار جنون قوّات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على غزّة، تخرج يوماً بعد يوم أصوات مشاهير تُدين ما يجري من فظائع بحقّ الفلسطينيين. الممثلة تيلدا سوينتون والمخرجان مايك لي وآصف كاباديا والكوميديان فرانكي بويل وجوزي لونغ، انضمّوا إلى أكثر من ثلاثة آلاف فنان وفنانة من المملكة المتحدة (لغاية كتابة هذه السطور) وقّعوا على رسالة مفتوحة تؤكد على أنّ «حكومتنا لا تتسامح فقط مع جرائم الحرب، بل تدعمها وتحرّض عليها». رسالة نشرتها منظّمة «فنانون من أجل فلسطين في المملكة المتحدة» (APUK) على موقعها الإلكتروني. وأكّد هؤلاء على أنّ «كل عمل من أعمال العنف ضدّ المدنيين، وكل انتهاك للقانون الدولي يُدين من يرتكبه». ويقول الشاعر مايكل روزيت: إنّ «الفلسطينيين أصبحوا أشخاصاً يمكن فعل أي شيء تقريباً بهم»، بعدما أُعلنت الحرب على غزة وأُطبق الحصار الذي يفرضه كيان العدو تماماً.في سياق متصل، صرّح فنانون تشكيليون، من بينهم تاي شاني وروزاليند النشاشيبي وجورجينا ستار، أنّه في غزة «الفلسطينيون الذين أُجبر أجدادهم على ترك منازلهم تحت فوّهة البندقية في عام 1948، يُطلب منهم الآن مجدداً الفرار، أو مواجهة عقاب جماعي على نطاق لا يمكن تصوّره».

تيلدا سوينتون وآخرون: الحكومة البريطانية تساعد وتحرّض على جرائم الحرب

وجاء في نصّ الرسالة: «إنّنا نشهد جريمة وكارثة. حوّلت إسرائيل جزءاً كبيراً من قطاع غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني. وعلى حد تعبير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإنّ «شبح الموت» يخيم على المنطقة. إن غزة هي بالفعل مجتمع من اللاجئين وأطفال اللاجئين. والآن، وبعد تعرض مئات الآلاف منهم للقصف من الجو والبحر والأرض، يُطلب مجدداً من الفلسطينيين، الذين أجبر أجدادهم على ترك منازلهم تحت فوّهة البندقية، أن يهربوا أو يواجهوا عقاباً جماعياً على نطاق لا يمكن تصوّره. لقد جُرّدوا من حقوقهم، ووصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم «حيوانات بشرية»، وأصبحوا أشخاصاً يمكن فعل أي شيء لهم تقريباً». وتابع البيان: «إن حكوماتنا لا تتسامح مع جرائم الحرب فحسب، بل إنها تساعدها وتحرّض عليها. سيأتي وقت تتم فيه محاسبتهم على تواطئهم. ولكن حالياً، وبينما نُدين كل أعمال العنف ضد المدنيين وكل انتهاك للقانون الدولي أياً كان مرتكبه، فإنّ التزامنا يتلخّص في بذل كل ما في وسعنا لوضع حد للقسوة غير المسبوقة التي تُلحق بغزة... إنّنا ندعم الحركة العالمية ضد تدمير غزة والتهجير الجماعي للشعب الفلسطيني. ونطالب حكوماتنا بإنهاء دعمها العسكري والسياسي للأعمال الإسرائيلية. وندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح معابر غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق».
مطالبة بايدن بالدعوة إلى وقف إطلاق النار

وفي سياق متصل، رفع ممثلون هوليووديون بارزون، من بينهم كيت بلانشيت وخواكين فينيكس ورامي يوسف وأندرو غارفيلد، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يحضّونه فيها على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزّة. وقال هؤلاء في رسالة نشرها موقع artists4ceasefire الإلكتروني «إنّنا نحضّ إدارتكم وجميع زعماء العالم على تكريم جميع الأرواح في الأراضي المقدسة والعمل من دون تأخير على وقف إطلاق النار، ووضع حدّ لقصف غزة والإفراج الآمن عن الرهائن». وأضافوا: «لقد نفد الغذاء والماء والكهرباء والأدوية والوصول الآمن إلى المستشفيات لدى الأطفال والعائلات في غزة، بعد أيام من الغارات الجوية وقطع جميع طرق الإمداد. نفد الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعد ظهر الأربعاء، ما أدى إلى توقف الكهرباء والمياه ومعالجة مياه الصرف الصحي. ولم يعد بإمكان معظم السكان الحصول على مياه الشرب من مقدمي الخدمات أو المياه المنزلية عبر خطوط الأنابيب.... لقد وصل الوضع الإنساني إلى مستويات مميتة، ومع ذلك تشير جميع التقارير إلى وقوع المزيد من الهجمات. يجب أن تسود الرحمة والقانون الدولي».