من جهتها، لم تصدر «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) أيّ بيان توضيحي لما حدث من عمليات استهداف للقواعد الأميركية، ممتنعةً في الوقت نفسه عن مهاجمة أيّ مواقع للجيش السوري أو الإيرانيين في الشرق السوري. أمّا وزارة الدفاع الأميركية، فأعلنت أن واشنطن سترسل مزيداً من أنظمة دفاع «باتريوت» و«ثاد» إلى الشرق الأوسط. وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في بيان، إنه «بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس جو بايدن بشأن تصعيد إيران الأخير، والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في أنحاء منطقة الشرق الأوسط جميعها، وجّهتُ اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لتعزيز موقف الدفاع في المنطقة»، فيما اتّهم المتحدث باسم «مجلس الأمن القومي» في البيت الأبيض، جون كيربي، إيران، بـ«تسهيل» الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على القواعد العسكرية الأميركية في سوريا والعراق، وقال: «نعلم أن إيران تراقب من كثب تلك الأحداث وفي بعض الحالات، تسهّل بدأب تلك الهجمات وتحفّز الآخرين الذين قد يريدون استغلال الصراع في غزة من أجل مصلحتهم أو لمصلحة إيران». وإذ لفت إلى «وجود زيادة في مثل هذه الهجمات على مدى الأسبوع الماضي، بخاصّة في الأيام القليلة الماضية»، فقد أكد أن «الولايات المتحدة لن تسمح للتهديدات التي تواجه مصالحها في المنطقة بالمضيّ من دون ردع». وأضاف أن «الرئيس بايدن وجّه وزارة الدفاع بالاستعداد للمزيد من هذه الهجمات والردّ بصورة مناسبة»، معتبراً أن «هدف إيران هو التمسّك بمستوى الإنكار هنا، ولكننا لن نسمح لهم بذلك، كما أننا لن نسمح لأيّ تهديد لمصالحنا في المنطقة بأن يمرّ من دون ردّ».
الاستهدافات الأخيرة عرّت الادّعاءات الأميركية في شأن قدرة أسلحة الولايات المتحدة على منع أيّ هجوم أو اختراق لقواعدها في سوريا
ميدانياً، أرسلت الولايات المتحدة، فعلاً، دفعة جديدة من الأسلحة والمعدّات اللوجستية إلى قواعدها في سوريا، للمرّة الأولى منذ التصعيد الأخير ضدّ قواعدها هناك، قبل نحو أسبوع. وضمّت الدفعة الجديدة 25 شاحنة دخلت من معبر «الوليد» غير الشرعي في العراق، في اتّجاه القواعد الأميركية في ريف الحسكة، وهي تحمل مواد لوجستية ومعدّات يُعتقد أنها متخصّصة بالدفاع الجوي، لتعزيز منظومات الدفاع عن هذه القواعد في كلّ من الحسكة ودير الزور شرق البلاد. وفي السياق، يرجَّح أن تعمد واشنطن إلى ضرب عدد من الأهداف للقوات السورية والعراقية المدعومة إيرانياً على الحدود السورية - العراقية أو في دير الزور، في محاولة لردعها عن معاودة استهداف القواعد الأميركية في المنطقة من جديد.
لكن هذه الاعتداءات، إن حدثت، فستمثّل «تأكيداً لعجز الولايات المتحدة عن حماية قواعدها من الاستهداف، رغم نصب أحدث الأسلحة الدفاعية وأنظمة الدفاع الجوي»، وفقاً للمصادر نفسها، التي اعتبرت أن «الاختراقات التي حقّقتها المقاومة في أجواء القواعد الأميركية في سوريا والعراق، كانت مفاجئة لهم، وأثبتت فشل كلّ الإجراءات الدفاعية السابقة في حماية هذه القواعد من طائرات مصنّعة يدوياً في الغالب». ولفتت المصادر أيضاً إلى أن «الاستهدافات الأخيرة عرّت الادّعاءات الأميركية في شأن قدرة أسلحة الولايات المتحدة على منع أيّ هجوم أو اختراق لقواعدها في سوريا»، معتبرةً أن «واشنطن غالباً ما تلجأ إلى التهويل الإعلامي للخداع والقول إنها تملك أسلحة قادرة على حماية جنودها ومعدّاتها، وهذا ما ثبت عدم صحّته في الهجمات الأخيرة».