ويعيد المشروع «تأكيد حق إسرائيل الطبيعي في الدفاع عن نفسها فردياً وجماعياً وفق ما ينصّ عليه البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة». ويدين بأشدّ العبارات «كلّ أعمال العنف والأعمال العدائية ضدّ المدنيين وكذلك استمرار الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي والانتهاكات الجسيمة والممنهجة والواسعة لحقوق الإنسان وأعمال التدمير البربرية التي نفّذتها حماس، بما في ذلك الاستخدام المُستهجن للمدنيين كدروع بشرية ومحاولتها إحباط حماية المدنيين».
وبعد أن يعبّر عن تقديره لجهود قطر والدول الأخرى، والتي أسفرت عن إطلاق رهينتَين كانتا محتجزتَين من قِبل «حماس» في 20 تشرين الأول 2023، يطالب المشروع «بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كلّ الرهائن الباقين المحتجزين لدى حماس، وكذلك ضمان سلامتهم ومعاملتهم بصورة إنسانية، بما يتوافق مع القانون الدولي».
لم يشر المشروع إلى الاحتلال، ولا إلى الجرائم الإسرائيلية المرتكَبة ضدّ الفلسطينيّين
ويدعو الدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود «لكبح تمويل الإرهاب، بما في ذلك تقييد تمويل حماس من خلال قوانين وطنية قابلة للتطبيق»، ويطالب «الدول الأعضاء والمنظّمات الدولية باتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة لدعم جهود الأمم المتحدة والدول الإقليمية لمنع امتداد أو توسّع العنف الدائر في غزة إلى أماكن أخرى في المنطقة، بما في ذلك المطالبة بأن يوقف حزب الله ومجموعات مسلّحة أخرى فوراً كلّ الهجمات التي تشكّل انتهاكات للقرار 1701». ويعتبر أن «إيران يجب أن توقف تصدير كلّ الأسلحة والمواد المتعلّقة بها إلى ميليشيات مسلّحة وجماعات إرهابية تهدّد السلام والأمن في كلّ المنطقة، بما في ذلك إلى حماس». ويدعو إلى «بذل الجهود الديبلوماسية للتوصّل إلى سلام شامل يرتكز على رؤية حلّ الدولتين».
وإذ لم يشرِ المشروع إلى الاحتلال الإسرائيلي، ولا إلى الجرائم الإسرائيلية المرتكَبة ضدّ الفلسطينيين، بما فيها تلك التي تُرتكب الآن في قطاع غزة ومعظم ضحاياها من الأطفال والنساء والشيوخ، فإنه يحثّ بلغة عامة «على توفير الحاجات والخدمات الضرورية بصورة مستمرّة وكافية، ومن دون عوائق، للمدنيين في غزة، بما في ذلك الماء والطعام والوقود والإمدادات الطبية، ويشدد على ضرورة الامتناع عن مهاجمة أو تدمير أو إزالة أو تعطيل الأهداف التي تُعدّ لا غنى عنها بالنسبة إلى المدنيّين».
وبدا المشروع الأميركي غير واقعي نهائياً بالنسبة إلى دبلوماسيين في مجلس الأمن، ولا سيما أن عملية «طوفان الأقصى» التي أذلّت إسرائيل، وأظهرتها هزيلة عسكرياً وأمنياً، ما زالت طرية في الذاكرة. هذا الهزال العسكري، تُرجِم هزالاً دبلوماسياً، إذ قالت مصادر دبلوماسية في المجلس لـ«الأخبار» إن المندوب الإسرائيلي بدا ضعيفاً خلال محاولته تقديم حجج واهية في محاولة مجانية لكسب التعاطف، مستنداً إلى أدلة مثل الواتساب، حيث نقل عن مقاوم فلسطيني تفاخره في محادثة مع زميل له عبر التطبيق بأنه «قتل عشرة إسرائيليين».