وفي هذا السياق، يؤكد القيادي في «الحشد الشعبي»، ماجد الشولي، أن «المقاومة العراقية ستقف بوجه الاحتلال الأميركي. وفي حال صعّدت أميركا أو استهدفت أيّ مكان في العراق، فسيكون للمقاومة ردّ حاسم ضدّ أماكن تواجد الولايات المتحدة في البلاد». ويشير الشولي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «عمليات المقاومة هي جزء من مهمة الدفاع عن فلسطين والمنطقة من الاحتلال. ولذا، لن نتوقّف عن شنّ مثل هذه الهجمات ضدّ الاحتلال، حتى يَخرج من أرضنا عبر قرار البرلمان أو بسلاح المقاومة وقوتها». ويجزم بأن «الردّ الأميركي سيقابله ردّ أعنف من المقاومة. ونحن لا نتهرّب من المواجهة. وقد طردناهم سابقاً، وستكون هذه فرصة لطردهم مجدّداً». ويرى أن «الولايات المتحدة هدفها إحداث الفوضى في العراق، وافتعال الأزمات. ولا نستبعد تجويع العراق وفرض حصار، لكن في الوقت الحالي، وبوجود المقاومة، سيكون العراق في موقف القوي لمقارعة الاحتلال ومحاربته للخلاص منه ومن إسرائيل، وتحرير فلسطين من براثن الكيان وأفعاله الإجرامية».
طالب الصدر الحكومة والبرلمان بقرار يقضي بغلق السفارة الأميركية و«إلّا سيكون لنا موقف آخر»
من جانبه، يعتقد الباحث في الشأن السياسي، أمير الساعدي، أن «الولايات المتحدة لا تريد أن تُدخل نفسها الآن في لعبة القط والفأر مع فصائل المقاومة العراقية»، مضيفاً، في تصريح إلى «الأخبار»، «أنها لا تريد أن تفتح أكثر من جبهة على نفسها». ويتوقّع الساعدي أنه «في حال استهداف بعض الفصائل العراقية بضربات أميركية، فستكون هناك ضربات أكبر وعلى مساحة أوسع، وقد تصل إلى عمق الكيان الصهيوني ردّاً على تلك الهجمات الأميركية». ويلفت إلى أن «الولايات المتحدة أدخلت نفسها في مشاركة مباشرة مع الكيان في حربه على غزة، علماً أن فصائل المقاومة أعلنت سابقاً أن أيّ تدخل أميركي سيتيح لها استخدام القوة كلّها للردّ على قواعد واشنطن المتواجدة في العراق وسوريا».
أمّا الخبير الأمني، جاسم الموسوي، فيرى أن «التصعيد الأميركي سيأخذ أبعاداً أخرى قد تكون عسكرية، وغير ذلك»، موضحاً، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «ردّ واشنطن سيكون على مستوى الاقتصاد والمال وفرض عقوبات على شخصيات سياسية، وأيضاً التلاعب بسعر صرف الدولار». ويعتقد أن «المعركة المقبلة هي معركة صفرية، ما يعني أنه لا يمكن لأحد أن يقبل الهدنة والتفاوض بين الأطراف المتنازعة»، مضيفاً أن «الخيار العسكري بالنسبة إلى الفصائل هو الوحيد. ولذا، فسيكون ردّها حتمياً على القواعد الأميركية». ولا يستبعد أن «يكون هناك تصعيد وشيك بين المقاومة والولايات المتحدة، لكن ربّما تسعى حكومة محمد شياع السوداني إلى أن تهدّئ الأوضاع، ولا سيما أن هناك اتصالات مع الإدارة الأميركية لطمأنتها إلى حماية بعثاتها وقواتها». ويختتم الموسوي بالقول إن «الولايات المتحدة لديها خيارات متعدّدة في مواجهة الفصائل، ولكنها أحرجت السوداني بحمايتها، وهذا يدلّل على أن هناك تحركات أميركية كبيرة في المنطقة، بخاصة في سوريا والعراق نظراً إلى وجود مقرّات للمقاومة فيهما».