شهدت المعركة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، أمس، ارتقاءً نوعياً جديداً تمثّل في توسيع المقاومة دائرة الردّ، إذ طاولت صواريخها المستوطنات والأهداف الإسرائيلية «خلف الحافة الأمامية» مثل كريات شمونة ونهاريا الساحلية وغيرهما، إضافة إلى دخول صواريخ أرض - جو المعركة لإسقاط المُسيّرات الإسرائيلية.وفيما ربط الإعلام العبري اتّساع رقعة استهداف المقاومة في شمال فلسطين المحتلة بمحاولات جيش العدو التقدّم البري في الجبهة الجنوبية مع غزّة، يبدو أن المقاومة في لبنان تحاول تثبيت معادلة توسيع استهداف المستوطنات مقابل سياسة العدو في الأيام الأخيرة المتمثّلة بالتوسيع التدريجي لقصف القرى الجنوبية، خصوصاً أن جيش الاحتلال استهدف أمس ثلاثة منازل مدنية بالمُسيّرات في كل من عيتا الشعب ومارون الرأس والعديسة.
أمام هذا الواقع، بدأ الإعلام العبري يدقّ ناقوس الخطر، معتبراً أنه «إذا لم يتحرك الجيش الإسرائيلي لوقف ما يجري في الشمال في أسرع وقت ممكن، وبكل قوته، فسنندم على كل دقيقة»، في حين يؤكّد المستوطنون في المستوطنات الأمامية عدم استعدادهم للعودة إليها ما دامت «قوات الرضوان» على حدودها، على ما نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مستوطنين في المطلة قبالة بلدة كفركلا الجنوبية.
وواصل حزب الله أمس، استهداف مواقع وثكنات عسكرية إسرائيلية على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فقصف مقاتلوه صباحاً موقع «مسكاف عام» بالأسلحة المناسبة ‏ودمّروا قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية. كما استهدفوا ظهراً موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية ‏المحتلة بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيه إصابات مباشرة.‏ وبعد الظهر، رصد مقاتلو الحزب قوة ‏مشاة إسرائيلية في موقع المالكية ومحيطه، فقاموا باستهدافها بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكّدة.‏ وعصراً، أعلن الحزب استهداف مُسيّرة إسرائيلية في منطقة شرق الخيام ‏بصاروخ أرض - جو وإصابتها إصابة مباشرة، وشوهدت بالعين المجرّدة ‏وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومساءً، أعلن الحزب استهداف موقع راميا بالأسلحة المناسبة وتدمير ‏قسم من تجهيزاته، إضافة إلى استهداف موقع راميا بالأسلحة المناسبة وتدمير ‏قسم من تجهيزاته، وكذلك استهداف قوة مشاة إسرائيلية في موقع بركة ريشا ‏بالأسلحة الصاروخية الموجّهة وإيقاع إصابات مؤكدة فيها إضافة إلى ‏إصابة تجهيزاته بشكل مباشر
أعلنت الجماعة الإسلامية وكتائب القسام قصف المستوطنات بالصواريخ


وكان لفصائل المقاومة المتعدّدة «حصّة» في استهداف العدو، إذ أعلنت «كتائب القسام» في لبنان، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، «قصف مغتصبة نهاريا شمال فلسطين المحتلة بـ16 صاروخاً، رداً على جرائم الاحتلال بحق أهلنا في غزة». بدورها، أعلنت «قوات الفجر» - الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان «توجيه صليات صاروخية جديدة ومركّزة استهدفت مواقع العدو الصهيوني في محيط مغتصبة كريات شمونة وداخلها في شمال فلسطين المحتلة»، وشدّدت على أن «صلياتنا الصاروخية ستستمر وتزداد كلّما أمعن العدو الصهيوني وتمادى في عدوانه على أهلنا في جنوب لبنان وقطاع غزة»، مؤكّدة قدرتها على «توسيع دائرة ردّنا لثنيه عن عدوانه».
في الأثناء، كان الإعلام العبري ينقل أجواء التوتر والإرباك، فتحدّث تارة عن الاشتباه بحدث أمني في مستوطنة «مسكاف عام»، طالباً من سكانها الدخول إلى الملاجئ، وتارة عن إطلاق عدد من قذائف الهاون من لبنان تجاه موقع لجيش الاحتلال في المالكية.