القاهرة | مع استمرار القصف الإسرائيلي لقطاع غزّة منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي وسط تصاعد المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب في مواجهة المحتل، كان بعض الفنانين يؤدّون دوراً كبيراً وإيجابياً آخر في القاهرة، على عكس المتوقع من كثيرين منهم، خصوصاً بعدما حضر عدد من النجوم احتفال تدشين «موسم الرياض» في الوقت الذي تُقصف فيه غزة. تمثّل هذا الدور بالدعوة لحملات مقاطعة كبيرة للمنتجات الأجنبية أو المطاعم أو أماكن البيع التي تملك «فرانشايز» (حق الامتياز) من العلامة التجارية الأم الداعمة لإسرائيل وتعمل تحت شعارها في مصر. هكذا، شارك الفنانون الجمهور منشورات يدعونهم فيها لمقاطعة اقتصادية واسعة لكل منتج تدعم شركته جيش الاحتلال، باعتبار أنّ كل «جنيه مصري يُدفع لهذه الشركات، يسهم في قتل الفلسطينيين».
(محبس الجن ـ السعودية)

المخرجة هالة خليل، صاحبة فيلمي «أحلى الأوقات» و«نوارة»، تكتب يومياً عن المقاطعة، فيما يمكن المرور عبر صفحتها الفايسبوكية على المنتجات المصرية التي تدعمها وتدعو المواطنين لشرائها بدلاً من تلك الداعمة لإسرائيل. في إطار ترويجها للمنتجات المحلية الصنع ودعوتها لمقاطعة كل من وما يساند قوات الاحتلال، تكتب خليل عن مآسي قطاع غزة في ظلّ القصف، كما أنّها اعتذرت مراراً من سكّانه على عدم القدرة على المساعدة على نحو فعّال. لكنّها اعتبرت أنّ المقاطعة جزء مهمّ في المعركة الحالية تُكبّد العدوّ وداعميه خسائر مالية كبيرة.
في السياق نفسه، يكتب أحمد العوضي كثيراً عن الحرب في غزة والمأساة التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة جنون الاحتلال. وقد دعا للمقاطعة تحت هاشتاغ #مقاطعتك_مقاومة، كي «يتوقّف العدوان... فلا يمكن أن نكون سبباً في قتل أي فلسطيني عن طريق شراء المنتجات التابعة لشركات تدعم الكيان الصهيوني». وأكد الممثل الذي جسّد دور الإرهابي في مسلسل «الاختيار» أنّه يتعيّن على الجميع التأكيد لصغارهم أنّ هذه المنتجات «أصبحت من المحرمات، ويجب مقاطعتها». واللافت أن هذا المنشور حظي بتفاعل افتراضي واسع.
أما محمد عطية، فدأب على نشر دعوات المقاطعة تحت شعار «قاطع علشان غزة»، ما دفع بفايسبوك إلى تقييد حسابه أكثر من مرّة، وفقاً لما أعلنه المغني الذي أشار إلى أنّ «الصهاينة ظلوا لسنوات يقللون من شأن العرب، لكن في غضون أسبوعين استطاع الفلسطينيون القول إنّهم الأصل، وأن بضاعة المحتل مضروبة».
على خطٍ موازٍ، دشّنت الروائية مي خالد هاشتاغ #اشتري_اللي_معانا الذي كتبت عبره عن المنتجات التي يجب التعامل معها ومقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال: «ناس تحت الحصار لا يجدون مياه الشرب، رغم أنّهم ليسوا في مدة صوم وليسوا فقراء». ونشرت صاحبة رواية «سر العنبر» مراراً صوراً للمنتجات المشمولة بالمقاطعة.
نشر محمد عطية دعوات المقاطعة «علشان غزة»


الفنان التونسي المقيم في مصر، تميم عبده، قال إنّه في الوطن العربي الكبير «لن ينقصنا شيء، ولن نموت إذا ما قررنا المقاطعة لمن يكرهوننا ويتمادون في إهانتنا». وتابع أنّه يجب العمل على مقاطعة سياسية واقتصادية «حتى نترك للأجيال القادمة موقفاً يفتخرون به».
الاحتفاء الفني بالمقاطعة وتشجيع الجمهور عليها من الفنانين والمؤثرين، أثّر بصورة كبيرة في رواج المنتجات المصرية والعربية في مقابل منتجات الشركات الأجنبية العاملة في السوق المحلية، وأصبح السؤال عن مكان صنع المنتج أمراً مهماً بالنسبة إلى المشترين. حتى أنّ مؤسسات محلية كثيرة خرجت ببيانات تؤكّد فيها مصريّتها بنسبة مئة في المئة، فيما ثبّت أصحاب المحلات لافتات توضح المنتجات التي يمكن التعامل معها وتلك التي يجب أن تُقاطع كمشاركة في حملات المقاطعة التي يرغب الجميع في أن تكون أساسية في مواجهة المجازر الإسرائيلية المستمرّة في القطاع المحاصر.