الحسكة | نفّذ الطيران الإسرائيلي والأميركي عدوانَين منفصلين على مناطق على الحدود السورية - العراقية، مستهدفاً نقاطاً تابعة للقوات الرديفة والحليفة للجيش السوري، بالإضافة إلى رتل من الآليات التي تحمل موادَّ تجارية وبضائع. واستهدفت طائرات يُعتقد أنها تابعة لـ"التحالف الدولي"، موقعَين لتلك القوات في الجهة الجنوبية من مدينة البوكمال، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع ضحايا. كما اعتدى الطيران الحربي الإسرائيلي، بعدّة صواريخ، على معبر البوكمال - القائم الحدودي، بين سوريا والعراق، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المعبر ومحيطه، وتضرّر عدد من الآليات داخله.وأفادت مصادر ميدانية في البوكمال، «الأخبار»، بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف في الساعة الرابعة من فجر الإثنين، منفذ البوكمال - القائم، بنحو سبعة صواريخ»، موضحةً أن «الاستهداف طاول عدداً من البرادات والشاحنات التي كانت تنقل موادَّ غذائية ومنظّفات بين البلدين». وأشارت المصادر إلى أن «الهجوم لم يسفر عن أيّ خسائر بشرية في صفوف العاملين في البوابة أو سائقي الشاحنات والنقاط العسكرية المحيطة بها»، مضيفةً أن «أضراراً مادية متفاوتة لحقت بنحو سبع شاحنات أثناء عبورها المعبر، ثلاث منها داخل الأراضي السورية وأربع داخل الأراضي العراقية». وأكّدت أن «الورش الفنية التابعة للجهات الحكومية السورية أزالت على الفور آثار الاعتداء، ليعود المعبر إلى العمل بعد أقلّ من ساعتين على الاستهداف»، نافيةً أن «تكون الشاحنات والبرادات المستهدَفة تحمل أسلحة وذخائر أو أيّ معدّات عسكرية أو ذات طابع حربي».
في المقابل، سارعت فصائل المقاومة إلى الردّ المباشر على العدوان، عبر استهداف أكبر القواعد الأميركية في سوريا، في حقل العمر النفطي، في ريف دير الزور الشرقي. وذكرت مصادر ميدانية أن «المقاومة استهدفت بنحو 15 قذيفة صاروخية» تلك القاعدة، مشيرة إلى أن «الاستهداف أدّى إلى وقوع انفجارات داخل "العمر" مع تصاعد ألسنة الدخان، فيما يُعتقد أن القذائف أصابت مستودعاً للأسلحة والذخائر داخل القاعدة». والظاهر أن المقاومة عملت على تطوير أساليب استهدافها للقواعد الأميركية، من خلال إدخال راجمات الصواريخ على خطّ الأدوات المستخدمة، وهو ما ظهر في استهداف حقل العمر، والذي تمّ برشقة صواريخ يُعتقد أنها أُطلقت من راجمات صواريخ، مخصّصة للأهداف المتوسّطة والبعيدة. وفي وقت لاحق، تبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان، قصف القاعدة الأميركية في "معمل غاز كونيكو" شمال دير الزور، برشقة صاروخية، "حقّقت أهدافها بشكل مباشر"، بحسب البيان.
القوات الأميركية تنقل مزيداً من الأسلحة والمعدات والذخائر إلى قواعدها في الشدادي والعمر وكونيكو


وتأتي الاعتداءات الأميركية والإسرائيلية المتزامنة، في محاولة للضغط على فصائل المقاومة، لوقف استهدافاتها المتواصلة لمختلف القواعد الأميركية في شرق سوريا وجنوبها، بعد تصاعد هذه العمليات بشكل ملحوظ منذ الـ16 من الشهر الجاري، تزامناً مع اشتداد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما أنّها تحمل رسائل إسرائيلية مفادها أن مراقبة الحدود السورية - العراقية لمنع تدفق الأسلحة من وإلى الفصائل المدعومة من إيران، مستمرّة على رغم التطورات في فلسطين المحتلة. والجدير ذكره، هنا، أن الولايات المتحدة تستغلّ وجود قواعدها على بعد مسافات قصيرة من طريق دمشق - بغداد، من أجل تزويد إسرائيل بمعلومات عن النشاط المُسجَّل على ذلك الطريق، وإعطائها إحداثيات لتنفيذ اعتداءاتها. ولربّما تريدُ واشنطن من استخدام الطيران الإسرائيلي كذراع رادعة لصالحها، تجنّب مزيد من التصعيد مع فصائل المقاومة في سوريا والعراق، وعدم الانزلاق إلى مواجهة مباشرة معها، لعدم تحويل التحركات الأميركية البرية أيضاً إلى أهداف مباشرة للمقاومة.
وبالتوازي مع هذه التطورات الميدانية، واصلت القوات الأميركية إرسال المزيد من دفعات الأسلحة والمعدات والذخائر إلى قواعدها، في كلّ من الشدادي والعمر وكونيكو في أرياف الحسكة ودير الزور. وأفادت مصادر ميدانية، "الأخبار"، بأن «التحالف الدولي أجرى بشكل منفصل تدريبات عسكرية في قواعده العسكرية في العمر وكونيكو والشدادي، مع استخدام الطيران الحربي والمروحي لاختبار جاهزية هذه القواعد ضدّ أي هجمات مباغتة». ورجّحت أن تكون «هذه التدريبات هادفةً إلى اختبار منظومات دفاعية وأسلحة نوعية جديدة استقدمها التحالف الدولي إلى تلك القواعد، واختبار مدى جاهزية القوات الموجودة لتأدية المهام الموكلة إليها». وتوقّعت المصادر أن «تنجح المقاومة في مواصلة استهدافها للقواعد الأميركية وتطوير أساليب ذلك الاستهداف، واختراق فعالية المنظومات التي تمّ نصبها حديثاً في القواعد، ووصول الصواريخ إلى أهدافها»، معتبرةً أن «اعتماد فصائل المقاومة على تقنيات مصنّعة بطرق يدوية وأولية، يعقّد من مهمة التحالف في التصدّي التامّ لصواريخها».