لا يزال رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، ووزراؤه، يواصلون إيهام أهالي الأسرى الإسرائيليين في أيدي المقاومة الفلسطينية، بأنهم قادرون على تحريرهم بالقوة، فيما هم في الواقع لا يأبهون لموتهم في القصف المتواصل على قطاع غزة، في ما بات أقرب إلى تطبيق ضمني لنظام «هنيبعل». ومنذ بداية العدوان، «طنّشت» حكومة الحرب نداءات الأهالي، وواصلت قصفها العنيف على القطاع، على الرغم من إعلان «كتائب القسام»، تباعاً، مقتل عدد من الأسرى لديها، وصل، الخميس الماضي، إلى نحو 50 من أصل نحو 250. لا بل إن نتنياهو أعلن، الجمعة، بدء ما سمّاه «المرحلة الثانية» من الحرب، متعهّداً بـ«تدمير العدو فوق الأرض وتحت الأرض»، برغم أن عدداً من أهالي الأسرى باتوا يطالبون بما اشترطته المقاومة نفسها: «الكلّ مقابل الكلّ».وبعدما صبّت ثلاث أسيرات، في مقطع مصوّر، أمس، جامّ غضبهنّ على نتنياهو، واتّهمنه بالفشل في حماية الإسرائيليين، بالإضافة إلى تمنّعه عن العمل على إطلاق سراحهم، خرج الأخير ليقول إن المقطع المصوّر «دعاية نفسية قاسية»، متوجّهاً إلى الأسرى بالقول: «قلوبنا معكم». وكانت إحدى الأسيرات قالت في المقطع: «كان من المفترض أن تحرّرنا جميعاً. لقد التزمت بتحريرنا جميعاً. لكننا بدلاً من ذلك نتحمّل فشلك السياسي والأمني والعسكري والدبلوماسي». وتابعت: «نحن الآن موجودون في الأسر في ظل عدم وجود شروط»، مضيفةً: «أطلق سراحنا الآن، أطلق سراح مواطنيهم وأسراهم الآن (الفلسطينيين)».
كذلك، اعتبر نتنياهو أن العملية البرية التي يوهم جمهوره بتقدّمها «تخلق فرصاً لإطلاق سراح الأسرى»، على الرغم من عدم تحقيقها أيّ إنجاز جدير بالذكر إلى الآن. وفي وقت لاحق، زعم جيش الاحتلال وجهاز «الشاباك» «تحرير» الجندية، أوري مجيديش، في خلال العملية البرية، مدّعيَيْن أنه لدى استجوابها «قدّمت المعلومات» التي «سنستخدمها بقدر الضرورة»، وهو ما أعقبه تجديد نتنياهو رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وعدّه ذلك «دعوة إلى الاستسلام لحماس». وفي المقابل، أكّد الناطق باسم «سرايا القدس»، أبو حمزة، أن المقاومة تواصل «التصدي للمناورات البرية البائسة التي ينفّذها جيش العدو»، عادّاً تلك المناورات محاولة «لإعادة الثقة بفرقة غزة التي كانت هدفاً أساسياً لطوفان الأقصى»، مضيفاً أن «العدو يرسم صوراً وهمية لمحاولات التقدّم التي نعلم تماماً الهدف منها». وتوجّه إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين بالقول إن «قيادتكم تغامر بأرواح أبنائكم على حساب عامل الوقت هرباً من دفع الثمن»، لافتاً إلى أن «نتيجة القصف الهمجي الذي يتعرّض له شعبنا وقطع كل إمدادات الحياة عنه، أن عدداً من الأسرى في قبضتنا قد فارقوا الحياة».