تغيَّر الموقف الأميركي من الدعوة إلى وقف إطلاق النار، إلى التأكيد أن التوقيت ليس مناسباً
ووفق مصادر «الأخبار»، فإن «تغيّر الموقف الأميركي من مساندة القاهرة في الدعوة إلى وقف إطلاق النار، إلى التأكيد أن التوقيت لا يزال غير مناسب، حدث في ظلّ ضغوط إسرائيلية واضحة». ومع ذلك، قالت المصادر إن القاهرة نقلت إلى واشنطن وتل أبيب قناعتها بقدرة حركة «حماس» على الاستمرار في المقاومة، ومهاجمة إسرائيل «لفترة أطول ممّا تتوقّعه الأخيرة، التي بدأت تراهن على إمكانية تناقص السلاح في القطاع، وانقطاع أساسيات الحياة عن المقاتلين»، منبّهةً إلى أن «هذا الرهان ليس في محلّه، وسيكون ضحيّته آلاف المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يومياً نتيجة الغارات الإسرائيلية».
ويتزامن ذلك مع اتصالات دبلوماسية على المستويَين الرسمي وغير الرسمي، بين المصريين والأوروبيين، لبحث احتياجات القطاع الإنسانية، والاتفاق على إرسالها إلى مطار العريش، على أن تدخل تباعاً عبر معبر رفح البري. أيضاً، عملت مصر على تعزيز التواصل مع «الأونروا» خلال الساعات الماضية، من أجل تحديد الاحتياجات الأساسية، وتجهيز ردّ فعل رسمي من المنظمة الإغاثية، في حال ادّعاء إسرائيل سيطرة «حماس» على المساعدات. وفي موازاة هذه التحرّكات، كثّف الجيش المصري تدريباته الاستثنائية والمُعلنة، مع تنفيذ إحدى وحدات الجيش الثالث الميداني الذي يتمركز في السويس، تدريبات مكثّفة تتضمّن إجراءات التأمين الفني للمعدات والمركبات خلال الحرب، فضلاً عن أخرى قتالية لتشكيلات مختلفة من وحدات القوات المسلّحة بحضور عدد من القادة العسكريين.
وفي سياق متّصل، زار رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مقرّ «الكتيبة 101» في العريش، للإعلان عن تنفيذ حزمة مشروعات تنموية عاجلة في شمال سيناء، في خطوة تهدف إلى جذب مزيد من السكان إلى المنطقة التي خلت حتى من سكانها الأصليين على مدار العقد الماضي، خلال المواجهات العسكرية بين الجيش المصري والجماعات التكفيرية بعد عام 2013. وأعلن رئيس الوزراء تلقّي الحكومة توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنفاق 363 مليار جنيه خلال 5 سنوات، من أجل تحقيق التنمية في سيناء، في حين سيجري افتتاح مدينة رفح الجديدة، والتي جرت إعادة بنائها في موقع مختلف، يبعد نحو 7 كيلومرات عن معبر رفح، بعدما أُزيلت المدينة بالكامل قبل عدة سنوات. وجدّد مدبولي رفض الدولة المصرية أيّ حديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى المنطقة.