القاهرة | لم يكن مرور عشرات الجرحى الفلسطينيين للعلاج في مصر، بالتزامن مع بدء إخراج الأجانب وحاملي الجنسيات الأجنبية من قطاع غزة، يوم أمس، سوى جزء من اتفاق شاركت فيه إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، كلّ من مصر وقطر، وتضمّن نقاطاً واضحة ومحدّدة تتعلّق بتشغيل معبر رفح. وبخلاف المعاناة والانتظار الطويل اللذيْن يتطلّبهما دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع، جرت، يوم أمس، أولى عمليات الدخول والخروج البشريَّيْن وفق الضوابط الموضوعة، حيث خرج من المعبر عشرات المصابين، جنباً إلى جنب العشرات من مزدوجي الجنسية، من الذين تقيّدوا بالشروط (الإجراءات) التي وضعتها مصر لإخراجهم، في وقت ارتفعت فيه وتيرة دخول شاحنات المساعدات، وإن كانت لا تزال أقلّ بكثير ممّا يحتاج إليه أهالي غزة.وبحسب الاتفاقات التي جرى تفعيلها في ساعة متأخّرة من مساء أول من أمس، فإن «عملية إخراج الأجانب وعمل المعبر سيستمران حالياً وفق الآليات المتّبعة، على أن يتمّ الضغط لإجبار كيان الاحتلال على تجنّب قصف المناطق المحيطة برفح، بما يضمن خروج جميع الأجانب الراغبين بمغادرة غزة»، وفق ما أفادت به مصادر مطّلعة «الأخبار». وأضافت المصادر أن «القاهرة تضغط من أجل إدخال مزيد من المساعدات، في مقابل تسريع عملية إخراج الأميركيين، الذين تولي واشنطن أهميّة كبرى لتسهيل إجلائهم، في ظلّ الحديث عن تأمين طرق وممرّات تؤدّي إلى المعبر من مختلف مناطق غزة، بالتنسيق مع الإسرائيليين، وبما يسمح للموجودين في مناطق متفرّقة من القطاع، بالوصول إلى رفح».
وفي الوقت الذي لا يزال فيه الحديث معلّقاً حول صفقات تبادل الأسرى ووقف الحرب، يجري العمل على التوصّل إلى هدنة لأغراض إنسانية، فيما تمارس القاهرة والدوحة ضغوطاً لإدخال الوقود الذي تحتاج إليه مستشفيات غزة بشدّة من أجل الاستمرار في العمل. والهدنة القصيرة التي ترى واشنطن أن وقتها لم يَحِن بعد في ظلّ التصعيد العسكري على الأرض، تضغط من أجلها أطراف عربية عدّة، في مقدّمها قطر، بحيث يُسمح بموجبها بإدخال شحنات المساعدات وإيصالها إلى قلب القطاع، وهو ما لا يزال يرفضه كيان الاحتلال بشكل كامل إلى الآن، فيما تعمل مصر، بمساعدة «الأونروا» والمنظّمات الإغاثية العاملة، على تأمين وصول المساعدات إلى مستحقّيها في الأيام المقبلة.
تسلّمت مصر بشكل رسمي قوائم بأسماء الجرحى الفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة إلى العلاج خارج القطاع


وفي سياق متّصل، تسلّمت مصر، بشكل رسمي، قوائم بأسماء الجرحى الفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة إلى العلاج خارج غزة، على أن يجري نقلهم عبر سيارات إسعاف مزوّدة بمستلزمات العناية الفائقة خلال اليومين المقبلين، إلى مستشفيات في العريش والشيخ زويد، بعد تأمين طرق آمنة لنقلهم من مستشفيات القطاع. ومن أجل ذلك، ستدفع مصر بسيارات إسعاف للدخول من المعبر ونقل المصابين والمرضى من الجانب الفلسطيني إلى الجانب المصري، بتنسيق كامل مع «الأونروا» وحكومة الاحتلال، وبرعاية أميركية. وإذ تأمل القاهرة زيادة أعداد المرضى الذين يُسمح لهم بالخروج، يجري الحديث عن إمكانية شمول المساعدات الطبية في وقت لاحق سيارات إسعاف للعمل داخل القطاع، في ظلّ النقص الحادّ في أعداد السيارات نتيجة استمرار العدوان.